كان هوغو تشافيز، الرئيس السابق لفنزويلا طفرة خرجت من الرماد لتقففي
وجه المارد الأمريكي وترغم نموذجه لللنظام والديمقراطية أن يترك السلطة في فنزويلا
وفي بعض دول أمريكيا الاتينية.. فنزويلا البترولية مهمة جدا بالنسبة للولايات
المتحدة الأمريكية ولشركاتها الشرهة لرائحة البترول، وتعتبر هي مفتاح أمريكا الجنوبية كلها.. خلال
وجود تشافيز في السلطة لمدة حوالي أكثر من عشرة سنوات، استطاع، بفضل العقل الخارق
والشراسة والكارزماتية التي كان يتمتع بها، أن يقهر المارد الأمريكي وكاراكوزه في
فنزويلا، ويجعل الفلاح العادي والمواطن البسيط يصبح قوة قاهرة.. لم يكن تشافيز
يتناطح مع المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة في الداخل، لكنه كان يتناطح مع
الولايات المتحدة حتى خارج فنزويلا، وكان يدعم معارضي هذه الدولة الكبيرة، ويهاجم
إسرائيل والمغرب وكل الأنظمة التي تدعمها الولايات المتحدة في الخارج. بصراعه مع
الولايات المتحدة في الخارج قلل تشافيز من تغول الأمريكي في الداخل الفنزويلي،
وترك الشارع المهيج أصلا ضد الولايات المتحدة يتكفل بالباقي في الداخل.. خلال
تواجد تشافيز في الحكم لم يستطيع أي أحد من منافسيه أن ينجح في الانتخابات أو
يقترب من القصر الرئاسي ومن عائدات البترول، وظهر الرجل أنه وحده كشخص قوة هائلة خارقة
مثله مثل فيديل كاسترو، أو تشيفيغارا او اليندي أو كل أولئك الذين كانوا يناطحون
الولايات المتحدة الأمريكية.. حين لم تستطيع أن تصفيه سياسيا أستطاعت الولايات
المتحدة أن تصفيه جسديا بزرع السرطان في جسده بطريقة شيطانية، وتغتاله بالمرض بدل أن
تغتاله بالسلاح في الشارع..
بعد تشافيز انتخب الفنزويليون مادورو، وهو تلميذ لتشافيز، لكن لم يكن
يمتلك طاقاته وقدرته على التناطح مع أمريكا، ولم يكن يمتلك ذكاءه العنيف .. أعتمد
مادورو على تعبئة الشارع بالكلمات والخطابات والبرامج التلفزيونية الجافة وبرامج
الاتصال مع الرئيس، لكن ذكائه كان محدودا وكان متوقفا على الداخل فقط وغير قادر
على إظهار نفسه أنه بقدرة تشافيز على الصراع، ولم يستطيع أن يتناطح مع أمريكيا في
الخارج، وهو ما جعله يستسلم للحصار، لعبة الولايات المتحدة المفضلة في فنزويلا...
مادورو بقى أسير فنزويلا، وأسير محاولة أن لا تغتاله المخابرات الأمريكية بزرع
المرض في جسده، أو تصويره بكاميرا مسمومة، ووصل به الأمر إلى اللجوء إلى ما كان
يلجأ إليه كل من يخاف من أمريكا: يخلق شبها له، يجعل منه درعا بشريا لخداع
المخابرات الأمريكية التي كانت مزروع في كل متر من مساحة فنزويلا.. ضعف مادورو في
الصراع مع الولايات المتحدة جعل المعارضة المدعومة من هذه الأخيرة تشحذ قرونها
وتتغول، وتخرج مارها من الرماد، وتتفوق في الانتخابات..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء