القضاء الفرنسي يتجاوز السياسة في قضية الصحراء الغربية

Resultado de imagen de ‫النعمة الاسفاري‬‎في العالم الغربي يشاع أن العدالة مستقلة، وأنها تعمل وفق مساطيرمحددة بعيدا عن السياسة وممكنها. هذه الأيام، وهي أول مرة تقريبا في تاريخ فرنسا، يحاول القضاء الفرنسي أن يكون منصفا مع الصحراويين ضد المغرب. فكما هو شائع منذ اندلاع أزمة الصحراء الغربية، فإن تقرب الصحراويين من فرنسا هو مثل التقرب من النار. تحولت فرنسا، سياسيا وإعلاميا وعسكريا وقضائيا، إلى غول في ذهن الصحراويين. فبسبب أنها دولة تحمي المغرب سياسيا وتساعده، قام الصحراويون بجعلها كلها مرادفا فنيا للعدواة لهم، ولم يتقربوا منها أو يذكروها بخير بسبب وقوفها في الأمم المتحدة حاملة فيتوها الأحمر كي تجهض كل عمل يقوم به مجلس الأمن لصالح تقرير المصير في الصحراء الغربية..
بسبب الموقف السياسي الفرنسي خاب أمل الصحراويين في فرنسا الحريات والعدل والضوء والعطور.
هذه الأيام يبدو أن جهاز القضاء في فرنسا " العدالة" قد استفاق وتجاوز السياسة وبحث في قضيتين لهما علاقة بالمغرب والصحراء الغربية. القضية الأولى قضية رفعتها الحكومة المغربية، بتعليمات من الحموشي رجل الأمن، ضد المواطن المغربي زكريا المؤمني تتعلق باتهامه بتشويه صورة المغرب وبتمزيق جواز السفر المغربي على الهواء مباشرة وأنه ضد " الوحدة الترابية" للمغرب. ورغم العلاقات السياسية القوية بين فرنسا والمغرب، ورغم تصور الكثيرين أن فرنسا ستوافق الحكومة المغربية، إلا ان القضاء الفرنسي قال كلمته ورفض الدعوة التي تقدمت بها الحكومة المغربية ضد المؤمني.. هذا انتصار للقضاء الفرنسي على سياسة حكومته. القضية الثانية التي تم رفعها إلى القضاء الفرنسي هي قضية تتعلق بقضية الصحراء الغربية، وضد مدير الامن الحموشي الذي رفض نفس القضاء دعوته ضد زكريا. فالنعمة الاسفاري المناضل الصحراوي المدان ب30 سنة سجنا بعد أحداث كديم إزيك التاريخية، تقدم إلى القضاء الفرنسي بشكوى ضد الحموشي، ورغم اننا بسبب ثقل الماضي السياسي الفرنسي ضدنا كنا سنعتقد أن القضاء الفرنسي سيرفض دعوة النعمة الاسفاري بسبب انه صحراوي وقضيته لها علاقة باالقضية الصحراوية إلا أن العكس هو الذي حدث: قبِل القضاء الفرنسي الدعوة وطبع عليها طابع القبول..
ورغم أن رفض القضاء الفرنسي لدعوة الحكومة الفرنسية ضد المؤمني قد لا تكون لها تأثيرات من الناحية السياسية على العلاقة بين فرنسا والمغرب إلا أن قضية قبول دعوة النعمة، بسبب أنها تخص قضية الصحراء الغربية، قد تثير تعكر الأجواء بين البلدين من جديد، وتعيدها إلى ما كانت عليه من توتر قبل أشهر.            



يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء

:)
:(
=(
^_^
:D
=D
=)D
|o|
@@,
;)
:-bd
:-d
:p
:ng