هل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لصالح القضية الصحراوية؟

Resultado de imagen de ‫بريطانيا الصحراء الغربية‬‎في الواقع لم تحس بريطانيا( المملكة المتحدة) في أي يوم من الايام أنها عضو في الاتحاد الأوربي، ورغم تواجدها فيه، شكليا، لمدة حوالي 42 سنة إلا أنها ظلت مقتنعة أنها جسم غريب عليه، ولا تفهمه ولا يفهمها. فالاتحاد الأوربي كما ظلت تفهمه بريطانيا هو فقط فرنسا المانيا، وهاتان الدولتان هما، تاريخيا، عدوتان للملكة المتحدة. ففرنسا خاضت معها حرب المائة عام، والمانيا كانت تريد أن تحتلها في الحربين العالميتن الأولى والثانية. كل هذا جعل بريطانيا تعتقد أنها انتمت، خطأ، إلى اتحاد تحكمه دولتان عدوتان تاريخيا لها. من جهة أخرى كان على بريطانيا العظمى أن تخضع لقرارات الاتحاد الأوروبي باسم السياسات الالمانية والفرنسية. كانت تشعر أنه لا توجد لها كلمة في هذا الاتحاد، وبلا وزن هي المملكة التاريخية التي كانت لا تغرب عنها الشمس، وكانت تحتل نصف العالم وعضو في مجلس الأمن. الآن، بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي ستتجه بريطانيا نحو الولايات المتحدة؛ مستعمرتها القديمة التي لازالت تعتبرها جزءا منها..

بالنسبة لموقفها من قضية الصحراء الغربية، يمكن ان يتحسن أكثر. فهي منذ مدة متعاطفة من تقرير مصير الشعب الصحراوي، لكن كان مفروضا عليها أن تغرد مع الدجاج الأوروبي الذي ترعاه فرنسا صديقة المغرب والمانيا التي لا تريد تغيرا على ما يحدث في الصحراء الغربية من واقع احتلال. الآن بريطانيا يمكن أن تغرد لوحدها وبصوت عال، ويمكن أن تتخذ قرارراتها السيادية بمفردها دون أن تغمزها فرنسا أو المانيا، ودون أن يقدم لها الاتحاد الأوروبي لائحة المخاوف التي يهدده بها المغرب. كل هذا يجعلنا ننتبه إلى أهمية بريطانيا الآن ونركز عليها.          

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء