محمد علي ذلك الزعيم الملاكم

Resultado de imagen de mohamed aliتوفى محمد علي الملاكم الأمريكي ذي البشرة السوداء الداكنة، لكنرحيله سلط الضوء على جوانب أخرى معتمة من حياته لم نكن نعرفها. كلنا نعرف أنه كان ملاكما، وكان بطلا فوق الحلبة، وانه أصبح مسلما وغيَّر اسمه من كاوسيوس كلاي إلى محمد علي. كنا معجبين به لإنه اتبع طريق الحق وطريق الصواب وأصبح مسلما. هذا هو الذي كان يشدنا إلى شخصية محمد علي. كنا نظن أنه ملاكم فقط، وأنه بطل حلبة منازلة، وأنه كان متخصصا في غلبة البيض في عقر دارهم. حسب صورته التي كانت متناقلة أنه ملاكم بارد، وأنه كان بلا دور في الحياة العامة للولايات المتحدة. لقد استطاع الإعلام الأمريكي العنيف والعنصري أن يجعل من محمد علي مجرد ملاكم أولا ومسلم ثانياز هذا ما كنا نعرفه عن محمد علي كلاي. الجانب الذي أخفاه الإعلام الأمريكي وضرب عليه حصارا هو أن محمد علي كان شخصية لا تبتعد كثيرا، من حيث التأثير والحضور، عن مارتين لوثر كينع أو عن مالكوم إكس، أو حتى عن براهام لنكولن ومانديلا.. فمحمد علي كان ناشطا سياسيا واستطاع أن يجعل السود في العالمن بفضل براعته في الخطابة وقوة حجته، أن يحسوا بالفخر، وأن يعيدون الاعتبار لجلدهم وبشرتهم. فالملاكمة بالنسبة لمحمد علي لم تكن من أجل الشهرة أو جمع المال، لكنها كانت من أجل جعل الأسود، خاصة  في أمريكا، يحس أنه يستطيع أن يكون عظيما، وأن يكون طموحا مثله مثل أي بشر على وجه الأرض. وإذا كان محمد علي كان يلاكم بقفازيه فوق الحلبة فقد كان، أيضا، يلاكم بأفكاره وحججه القوية في المنازلات السياسية. فحين اندلعت حرب الفيتنام تم تسجيل محمد علي كي يذهب للقتال في فيتنام، لكنه، وهذا يحدث اول مرة، رفض. تم اتهامه بالجبن، وتم نزع منه ميدالياته، وتم تشويه صورته وتم منعه من الملاكمة، وتم تحرير محضر ضده كي يدخل السجن لمدة خمس سنوات، لكنه رد عليهم بمقولته الشهيرة: " كيف تدعون العدالة وتذهبون بي لأقاتل ضد الشعب الفيتنامي الذي لم يقول لي أحد منه أنني أسود، ولم ينتزع مني الضرائب ولم يحتقرني. يجب ان أقاتل ضدكم أنتم." في المحكمة استطاع أن يرافع عن نفسه وتغلب على القضاة بقوة الحجة، وبفضله لم يذهب إي رجل أسود إلى فيتنام ضد إرادته. أعتذرت له أمريكا العنصرية، وأعيدت له ميدالياته، وتم الأعتراف به وتكريمه حتى من طرف الرئيس جورج بوش الإبن العاصي والأخرق. هؤلاء هم العظماء الذين يستطيعون ان يدخلوا التاريخ.         







يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء