مثلما رأينا في وثائق سابقة فإنه حدث غضب في
اسبانيا بسبب تصريح كيسنجر لكورت فالد هايم في لقائهما يوم 15 جوان، والذي قال فيه
كيسنجر انه يؤيد غزو المغرب للصحراء للغربية. فحسب بعض الملعومات فإن كورت فالد
هايم في لقائه ذلك بكسنجير أراد أن يعرض عليه خطة للامم المتحدة تقضي بتدخل
القبعات الزرق في الإقليم إلى حين يتم تقرير مصيره، لكن كيسنجر لم يكن مرتاحا أن
تمر قضية الصحراء الغربية بالأمم المتحدة ولابتقرير المصير، ويبدو أنه غضب من فكرة
فالد هايم وقال له في لحظة انفعال أن بلده، الولايات المتحدة، تؤيد غزوا مغربيا
للصحراء الغربية.
حسب تقرير للسفارة الأمريكية بالرباط بتاريخ 21
جوان 1975م يحمل رقم 1975rabat02979_b فإن مسئول
الشئون الأمريكية والأوروبية في وزراة الخارجية المغربية، بلكورة، طلب يوم 21 جوان
من السفارة الأمريكية في الرباط النص
المفصل لتصريح كيسنجر، وقال للسفير أن تصريح كيسنجر خاطئ لإنه قال فيه بالحرف:"
نحن نؤيد غزوا مغربيا للصحراء الغربية ليس بسبب اننا لا نثق في قابلية دولة
صحراوية للاستمرار، لكن بسبب أننا لا نريد هذه الدولة أن تقع في يد الجزائريين
الذين سيضمنون حقوقا أساسية للسوفيات في الإقليم."
المسئول المغربي المذكور، بلكورة، طلب النص الكامل
للتصريح لكن السفير أعطاه فقط نصا لبيان أصدرته السفارة الأمريكية بمدريد يتحدث عن
"حياد" الولايات المتحدة في القضية ووقوفا على مساقة واحدة من الطرفين .
فعلى ما يبدو، رغم أن كيسنجر كان واضحا أنه يحبذ غزوا مغربيا للصحراء الغربية، فإن
المغرب احتج على قوله أن الولايات المتحدة تؤمن أن دولة في الصحراء الغربية ستكون
قابلة للحياة"، وهو القول الذي أحتج عليه المغاربة. فالمغرب لا يريد أحدا أن
يقول أن دولة في الصحراء الغربية ستكون قابلة للاستمرار.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء