نبض التاريخ: الملك المغربي يطلب من الولايات المتحدة الخروج عن الحياد في قضية الصحراء سنة 1975م

Resultado de imagen de hassan II 1975كانت تصريحات كيسنجر للأمين العام للامم المتحدة في يوم 15 جوان التي قال فيها بتبجح انه مع غزو المغرب للصحراء الغربية قد أثارت غضب الاسبان، وجعلت السفارة الامريكية بمدريد تصدر بيانا تعلن فيه ان موقف الولايات المتحدة هو الحياد. البيان لم يعجب الحسن الثاني فاستدعى السفير الأمريكي بالرباط نيمان في قصره الصيفي بالصخيرات، وسأله في البداية عن البيان الصادر في مدريد عن حياد الولايات المتحدة في قضية الصحراء الغربية. حسب برقية للسفارة الامريكية بالرباط بتاريخ 25 جوان 1975م فإن الملك قال للسفير ان الكثير من مساعديه كان لهم دائما شك في موقف الولايات المتحدة، رغم أنه هو يرى ان ذلك البيان هو روتيني، ويأتي في إطار إسكات الرأي العام الأسباني الغاضب. وتقول البرقية أن السفير نيومان قال للملك أنه لايعتقد أن كاتب الدولة الأمريكية قد صرح أن الولايات المتحدة تساند غزو المغرب للصحراء الغربية، وأنه هو قرأ التصريح لكن لم يجد ما يشير إلى ذلك. ويمضي التقرير قائلا ان الملك قال للسفير بالحرف الواحد: من فضلك أخبر كيسنجر انني أعرفه جيدا وعندي ثقة تامة فيه، ولا أريد أن أضغط عليه كي يصرح مجددا عن دعمه للمغرب، وأنه في النهاية سيجد طريقة ما ليساعد المغرب." وطلب السفير- دائما حسب التقرير- من الملك ان يخبره عن الوضع في الصحراء الغربية. حينها تحول الملك من إنسان هادئ إلى شخص غاضب، وقال له أنه غاضب من أسبانيا خاصة من تصريح الحاكم العام للصحراء سالازار الذي قال فيه أنه منذ مة وهو يتواصل ويتفاوض مع البوليساريو ومع الجزائر، وانه هو كان يتكلم في الحال مع الرئيس الفرنسي الذي قال له أن كان يتحادث مع وزير خارجية أسبانيا الذي وصفه بأنه مجنون، وانه تحول من الجناح المتشدد إلى الجناح المرن بدون معرفة السبب، وسيكون من الصعب التعامل مع شخص مثله. ويقول الملك للسفير الامريكي أنه لا يرجو اي شيء من القمة الرباعية التي تدعو إليها أسبانيا لإنها بكل بساطة ستغلب كفة الجزائر وأسبانيا على كفة المغرب وموريتانيا.

ويعلق السفير في برقيته أن مزاج الملك كان صعبا ومتقلبا، وانه لم يكن مثل المرة الأخيرة التي رأها فيها يوم 5 جوان، وانه مستاء في داخله من عدم ضغط الولايات المتحدة الامريكية على اسبانيا كي يحدث هناك تقدم دبلوماسي.

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء