حين بدأت الأمور تخرج عن سيطرة أسبانيا في الصحراء
الغربية سنة 1975م بعد تعاظم دور البوليساريو التي رفضت التفاوض مع أسبانيا، وبعد
تهديدات المغرب التي بدأت تتجه نحو الغزو العسكري خاصة بعد رفض المغرب الندوة
الرباعية التي دعت إليها اسبانيا، طلبت هذه الأخيرة من الأمين العام للامم المتحدة
يوم 10 جويلية ان يتدخل. أتصل سفير اسبانيا بالأمم المتحدة، خايمي دي بينييز،
بالأمين العام، لكن هذا الأخير لم يكن بإمكانه التحرك بدون استشارة الولايات
المتحدة. حسب تقرير سري للسفير الأمريكي في نيورك بالأمم المتحدة، مونيهيان، يوم
15 جويلية 1975م تحت الرقم التسلسلي 1975usunn03321_b بعثه إلى كيسنجر فإن كورت
فالدهايم قد أتصل به يوم 15 جويلية وبخصوص تلك المكالمة يقول السفير في تقريره:
" لقد سلمني السفير الأسباني وثيقة من نقطتين؛ الأولى هي أنه يطلب منه أن
يبعث بممثل إلى الصحراء الأسبانية بأقصى ما يمكن لإن الوضع في طريقه إلى التدهور. النقطة
الثانية هي أنه يجب ان يطلب من الأطراف الحضور إلى الندوة التي يجب أن تكون الأن
في نيورك سيتي بدل مدريد."
ويواصل السفير مونيهيان في تقريره إلى كيسنجر قائلا:"
إن كورت فالدهايم يعتقد أن ندوة مدريد قد فشلت. فالملك المغربي أخبر الأمين العام
أنه لن يحضر أية ندوة يحضرها الجزائريون، لإن هؤلاء لا مطالب لهم في الصحراء وكل
ما يريونه هو دولة مستقلة في الصحراء. إن الملك – حسب كورت فالد هايم- يرى أن هذا
الإقليم هو مغربي، وفي حالة خروج أسبانيا يجب أن يعود إلى المغرب، وان بومدين أخبر
الأمين العام أن الجزائر لن تقبل ابداً بذلك. إن هذا هو سبب كافي كي تندلع مواجهات بين البلدين. إن اقتراح أسبانيا يتضمن
أن الأمين العام يُبقي على الوضع عاديا حتى لا تحدث مناوشات على الحدود في انتظار
أن يصدر قرار محكمة العدل الدولية. وعليه لا يمكن انتظار أن تأتي الندوة بجديد. من
جهة أخرى يبدو أن الأمين العام قد أخبرني انه متردد بشأن بعث مبعوث خاص إلى
الإقليم، وان صلاحيات ذلك تعود إلى مجلس الأمن. إنه لا يعرف هل سيقبل المغرب
باستقباله أم لا." ويختم السفير تقريره قائلا لكسينجر " هل نقدم له النصح
وكيف."
التوقيع دانيال باتريك مونيهيان سفير الولايات
المتحدة بنيورك
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء