نبض التاريخ: رسالة استشارة إلى كيسنجر من سفيره بالجزائر حول الصحراء الغربية سنة 1975م




Resultado de imagen de Richard Bordeaux Parkerحين بدأت قضية الصحراء الغربية تتعقد، خاصة بعد رفض المغرب الحضور إلى أية ندوة تحضرها الجزائر، وبعد أن أتضح أن الجزائر، منذ زيارة بوتفليقة إلى المغرب يوم 2 جويلية، لن تقبل أن يفرض عليها المغرب أمراً واقعا هو أحتلال الصحراء الغربية، بدأت إشارات القلق في الولايات المتحدة الأمريكية، ولم تعرف الإدارة كيف تتصرف. في البداية أعلنت أنها محايدة، لكن في العمق كانت مع أن ينفرد المغرب باحتلال الصحراء الغربية. كتب كيسنجر إلى سفرائه في كل من الجزائر والمغرب وأسبانيا يطلب الاستشارة. حسب رسالة بعثها السفير الأمريكي بالجزائر، ريتشارد بوردو باركر، يوم 16 جويلية 1975م، ردا على طلب استشارة ف" إننا لازلنا غير مقتنعين بأن مواقف  الأطراف من الصحراء هي واضحة بما فيه الكفاية حتى نكِّون قاعدة لتوقعاتنا بأن دورا للولايات المتحدة، كوسيط، يمكن ان يحل القضية دون التعرض للانتقادات. فإصرار المغرب على مفاوضات ثنائية مع أسبانيا يمكن أن يتم النظر إليه على أساس أنه نقص في الثقة من أن الجزائر لا مصلحة لها، أو أن هناك أتفاق قوي مع موريتانيا. إنه من غير الواضح لسبب وحيد أن الحكومة الجزائرية قد تخلت عن مطلبها الأساس وهو تقرير المصير، الحل الوحيد الذي تراه مناسبا لقضية الصحراء الغربية. نحن لسنا متأكدين أننا نستطيع أن نقوم باستبعاد الجزائر من نشاطاتنا الدبلوماسية لسبب وهو ان هناك تقارب جزائري مغربي مبني على بيان مشترك جزائري مغربي. فهذا البيان هو قوي، لكن يبقى غامضا، ويجب علينا أن نتذكر دائما أن الجزائر قد لامت الولايات المتحدة بسبب تقاربها مع المغرب. يجب، أيضا، أن نعود إلى حكمة الولايات المتحدة التي ترى أنه يجب أن نترك المغاربة يجَرُّون موريتانيا إلى جانبهم. لقد تركنا لسفارتنا بمدريد قضية الدوافع الأسبانية التي تحير الولايات المتحدة أيضا، لكن مع ذلك يجب أن نشتبه دائما فيما يقوم به الاسبان والذي يعكس  أكثر من حفظ ماء الوجه. في حالة أن تتضح الأمور بما فيه الكفاية يمكن أن نتحرك أو نتراجع طبقا لما يريدوننا. في حالة أن تبقى الأمور
غامضة ونحن لا نعتقد ذلك نفضل أن لا نقع بين الكلب والعظم. التوقيع السفير ريتشار بوردو باركر


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء