بان كي مون أذكى من المخزن(اا)

وواصل بان كي مون صفعاته السياسية للمخزن على الوجه والأنف. كما نعلم كان يوم 26 جويلية هو اليوم الذي حددته الأمانة العامة كي يزور فيه بان كي مون المغرب ويزور العيون عاصمة الصحراء الغربية المحتلة، لكن بعد أن رفض المغرب تلك الزيارة، وأختلق المشاكل مع بان كي مون تمت أرشفة الزيارة وقد لا تتم في عهدة بان كي مون. حتى يجعل المخزن يقع على أنفه قام بان كي مون بجدولة أن تتم مناقشة قضية الصحراء الغربية في مجلس الأمن يوم 26 جويلية- يوم الزيارة الملغاة-، وتم إصدار بيان في نفس اليوم يطلب من المغرب أن يذهب إلى المفاوضات. ولم يُحول بان كي مون ذلك اليوم إلى يوم إدانة للمغرب في مجلس الأمن، لكن في نفس اليوم كتب رسالة تهنئية إلى الرئيس الصحراوي الجديد كرئيس دولة وكزعيم للبوليساريو. لماذا لم يكتب بان كي مون رسالته هذه من قبل؟ لقد أجلها فقط كي يضرب بها المغرب من تحت الحزام، ويعلن، باسم الكتابة العامة للأمم المتحدة، أنها تعترف بالدولة الصحراوية. 

فتوصية مجلس الأمن الأخيرة – يوم 26 جويلية- ذهبت إلى ما أراد لها بان كي مون: تطلب العودة إلى المفاوضات التي يمكن أن تجري في عهد بان كي مون نفسه. هذا يعني أن الأمين العام، بذكائه السياسي الرفيع، دفع مجلس الأمن إلى وخز المغرب في موقع الجرح. فالمفاوضات، إذا جرت الآن، لن تكون مثل المفاوضات السابقة لسبب بسيط وهو أن مخطط الحكم الذاتي الذي كان المغرب يناور ويلعب به ويحاول فرضه تم رميه في الماء العكر. الآن حين لا يوجد مخطط على الطاولة سيتم فرض على مجلس الأمن ان يتحرك، وسيتحرك طبعا طبقا للقانون وهو العودة إلى الحل الديمقراطي وهو الاستشارة الشعبية؛ أي الاستفتاء.

إذن، حتى لو رحل بان كي مون قبل العودة إلى المفاوضات إلا أنه ترك لخلفه توصية من مجلس الأمن تحث على المفاوضات وهو ما لم يكن في حسبان المخزن الذي كان ينتظر ذهاب بان كي مون خاوي الوفاض. فالأمين العام القادم للأمم المتحدة لن يبدأ من الصفر، وسيبدأ من توصية مجلس الأمن وسيكون مفروضا عليه حتى لو كان مواليا للمغرب أن يطبق تلك التوصية.         

• Twitter
• Facebook
• Google
• Tumblr
• Pinterest