العلاقة المغربية الموريتانية وغياب الدور الفرنسي مؤقتا

Resultado de imagen de mohamed vi abdelaziz mauritaniaمنذ سنة 1979م، السنة التي انتهت فيها الحرب بين الموريتانيين والصحراويين، وموريتانيا تبتعد عن المغرب ما أمكنها ذلك، وتحاول أن لا تتعامل معه بسبب المشاكل الكثيرة التي ورطها فيها المغرب خاصة الحرب مع الصحراويين والمشاكل مع الجزائر. لكن رغم تهرب موريتانيا الدائم عن التعامل مع المغرب، كان هذا الأخير يحشر انفه دائما في الشأن الموريتاني سواء داخليا أو خارجيا، وموَّل الكثير من محاولات الانقلاب ودعم الكثير عمليات الإرهاب، وفتح حدوه للمغاربة كي يغزون موريتانيا جغرافياً وديموغرافيا، وبث في كل أوصال موريتانيا جواسيسه وشبكاته حتى أصبحت موريتانيا تخشى على نفسها من الغزو المغربي.
لكن، ورغم تهرب موريتانيا الدائم عن التعامل مع المغرب، ورغم الأزمات الكثيرة التي مرت بها العلاقة بين البلدين مثل اتفاق السلام مع البوليساريو سنة 1979م، وأعتراف موريتانيا بالجمهورية الصحراوية سنة 1984م، وطرد السفارة الإسرائيلية من نواقشوط، وسحب السفير الموريتاني إلا أن فرنسا كانت تطل دائما برأسها كلما حدث توتر بين البلدين لتصلح "ذات البين"، وتعيد العلاقة بين البلدين إلى الحالة " الطبيعية" التي تراها فرنسا مناسبة. كانت فرنسا هي، دائما، هي الحكم وهي العامل الضاغط وهي، في نفس الوقت، الخصم.
منذ تولي فرانسوا هولاند السلطة في فرنسا يبدو أن دور فرنسا في الوساطة بين موريتانيا والمغرب قد غاب تماما وانكمش، وأصبح البلدان يتبادلان اللكلمات في غرفة مظلمة. زاد المغرب من وقاحته أتجاه موريتانينا وحاول اغتيال رئيسها مرتين ولم تتدخل فرنسا، وسحبت موريتانيا سفيرها من الرباط ولم تتدخل فرنسا، ورفض الرئيس الموريتاني اللقاء، في مرات كثيرة، مع الملك المغربي لم تتدخل فرنسا.
فعلى ما يبدو تتعمد فرنسا هذه السنوات الأخيرة عدم التدخل للوساطة بين البلدين وتتعمد، أيضا، ان تترك الأمور تسير على ما هي عليه وتراقب الوضع عن بعد. فعدم تدخل فرنسا في السنوات الأخير للصلح بين المغرب وموريتانيا مرده الأكثر ترجيحا إلى أن الرئيس فرانسوا هولاند متعب من المشاكل التي أصبح المغرب يخلقها لفرنسا، وترك الأمر لموريتانيا كي تتصرف وفق ما تمليه عليها سيادتها وكرامتها. فمن قبل، حين كانت فرنسا تتدخل، كان من النادر أن نسمع أن موريتانيا سحبت سفيرها من الرباط، وكان من النادر أن تبعث موريتانيا وفودا رسمية إلى البوليساريو، وكان من النادر أن تطرد موريتانيا عناصر المخابرات المغربية.
عدم تدخل فرنسا كوسيط جعل موريتانيا تتخلص من عقدة الخوف من المغرب وتواجهه بالحقيقة وبما تمليه عليها السيادة، وفي انتظار أن تعود فرنسا إلى لعب دورها التقليدي في الصلح بين البلدين – موريتانيا والمغرب- يمكن أن تعرف العلاقة بينهما مستقبلا الكثير من التوتر والكثير من الجرأة الموريتانية التي غيبتها فرنسا طويلا.                      


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء