بان كي مون أذكى من المخزن

Resultado de imagen de ‫بان كي مون‬‎كل المعارك السياسية التي خاضها بان كي مون ضد تلاعب ومناورات المخزن ربحها بطريقة لا غبار عليها.. فزيارته الماضية التي قادته إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحررة، والتي حاول المخزن، من خلال الكثير من الخزعبلات السياسية، أن يستغلها للإيقاع بالرجل حتى يتخلص منه ومن عهدته ومن مبعوثه الشخصي حوَّلها بان كي مون، كلها، إلى انتصارات على المخزن. فالمغرب، بطرده لعناصر المينورصو المدينة، كان يريد أن يجعل مجلس الأمن في جلسته الماضية يناقش فقط طرد المينورصو والعلاقة المتوترة بين بان كي مون والمغرب، وبالتالي يتم التخلص من مناقشة حل للقضية الصحراوية. ورغم أن المغرب نجح جزئيا في سياسته تلك بلفت أنظار مجلس الأمن عن البحث عن حل للقضية الصحراوية إلى مناقشة طرد المينورصو فقط، إلا ان ذلك لم يدوم طويلا. ففي القرار الماضي طلب مجلس الأمن أن تعود عناصر المينورصو قبل ثلاثة أشهر، وقبل نهاية المهلة بأسابيع تراجع المغرب وقرر أن يرضخ ويطبق القرار ويسمح للمينورصو أن تعود على دفعات لكن في الظلام. كان المغرب يعتقد أن جلسة مجلس الأمن يوم 26 جويلية ستمر بردا وسلاما وسيتم تخصيصها فقط لمناقشة عودة المينورصو التي التزم بها المغرب، لكن ذلك لم يتم. ففي تقرير بان كي مون إلى مجلس الأمن الذي تمت مناقشته في جلسة يوم 26 قال "أن البعثة لازالت لم تعود كاملة، وأنه على المغرب أن يقبل ببداية المفاوضات بسرعة".
إذن، الظاهر أن مجلس الأمن لم يناقش عودة المينورصو في جلست هالأخيرة بما أن المغرب قبِل بها، لكنه انتقل الى النقطة الأخرى المهمة الواردة في تقرير الأمين العام وهي المفاوضات. وبدل أن يصدر توصية حول شُكرِ المغرب على تعاونه وعلى تطبيقه للقرار الأممي ويطوي الملف إلى السنة القامة، وينجح تكتيك المخزن، أنتقل المجلس، طبقا لتوصية بان كي مون، إلى النقطة الأخرى المهمة وهي طلب من الطرفين- في الحقيقة الطرف المغربي وحده- أن تبدأ المفاوضات. إذن، نحن أمام توصية جديدة سلتزم المغرب أن ينهي عصيانه ويبدأ التفاوض مع البوليسايو قبل نهاية عهدة بان كي مون.            
وبهذا يكون بان كي مون الذي قد استفاد، بذكاء سياسي ماهر، من أخطاء دبلوماسية الرباط المرتبكة، قد فرض على المغرب أن يبدأ التفاوض وفقا لأجندة سيحددها هو ومبعوثه الشخصي لاحقا.


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء