ما حدث في الكركرات لن يكون شرارة الحرب

Resultado de imagen de guergarat saharaما قام به المغرب من خرق لوقف إطلاق النار في منطقة الكركرات لا يعدو كونه مسرحية هزلية ضعيفة الإخراج والتمثيل. فالمخزن أراد من ورائها جس النبض ليحاول الوصول إلى لكويرة، وحين لا تنجح الفكرة يقول أنه يريد استفزاز البوليساريو علها تعلن الحرب ضده. لكن يبدو أن المخزن لن يصل إلى لكويرة ولن يستفز البوليساريو. فهذه الأخيرة جاهزة للحرب وستدخلها بكامل قوتها في حالة واحدة وهي أن يخرج الجيش المغربي من الجدار ويصل إلى المناطق المحررة. في هذه الحالة سيتم إعلان الحرب الشاملة، ولن ينفع معها يومها الوسطاء ولا المينورصو. في حالة ما حدث في الكركرات لا يبدو ان الحدث، من حيث الحجم، سيصل إلى جعل البوليساريو تخوض الحرب أو تستجيب للاستفزاز، لكن في نفس الوقت هو حدث مناسب كي تنزع البوليساريو الغطاء عن صواريخها، وتُظهر للمغرب أنه إذا تحدى الحدود سيتم ضربه. من الناحية السياسية لن تخوض البوليساريو الحرب بسبب حادث الكركرات، والذين يتحدثون عن دق طبول الحرب تنقصهم الخبرة في تفسير الأحداث. صحيح يمكن ان يقود خرق المغرب لوقف إطلاق النار إلى صدام أو موقعة واحدة فقط، لكن هذا سيتم الالتفاف عليه، ولن يصل إلى حدود إعلان الحرب الشاملة. من الناحية السياسية عين البوليساريو الآن على المفاوضات قبل أن تكون على الحرب. فالمفاوضات الآن، إذا حدثت، ترى البوليساريو أنها ستكون محرجة ليس للمغرب وحده، لكن، أيضا، ستكون محرجة لمجلس الأمن.  فمجرد إجراء جولة واحدة من المفاوضات سينتج عنه ما يلي:
-    يكون إقبار حقيقي لمشروع الحكم الذاتي؛ يتم إحراج الأمم المتحدة كي تتقدم بمشروع للحل، وبما أن كل الحلول تم استنفاذها بالوقت في الماضي سيتم الحديث عن الحل الشرعي الذي يتفق مع القانون الدولي وهو الاستفتاء؛ من ناحية ثانية تحبذ البوليساريو أن يتم إجراء المفاوضات في اسرع وقت حتى تتم في فترة بان كي مون أوباما؛ الشيء الآخر المهم وهو أن البوليساريو تحبذ أن يرفض المغرب الحضور إلى المفاوضات حتى تتخلص من الضغط النفسي الذي تتعرض له من قِبل مجلس الأمن الذي يدعو دائما إلى المفاوضات.

كل هذه الأسباب تجعل أن الحرب لن تحدث بسبب خرق المغرب لبنود وقف إطلاق النار في الكركرات.        

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء