هل ضاعت فرصة الرد في الكركرات؟


Resultado de imagen de ‫الكركرات الصحراء‬‎كان خروج الجيش المغربي سنة 1991م إلى ماوراء الحزام مؤلما جدا للمقاتلين الصحراويين بسبب عدم خوض معركة فاصلة معه. فمنذ بناء الاحزمة كان المقاتلون الصحراويون ينتظرون بفارغ الصبر أن يرتكب الجيش المغربي خطأءه الفادح ويخرج ليتم القضاء عليه. وفعلا خرج الجيش المغربي يوم 24 اوت سنة 1991م، اسبوعان قبل تواجد المينورصو في المنطقة. لم يصدق المقاتلون الصحراويون أعينهم وهم يرون الجيش المغربي يخرج من الحزام الرملي، كما لم يصدقوا الأمر الذي أعطي لهم بالانسحاب وعدم التصادم مع الجيش المغربي. الانحساب، احتراما لسلام من سراب، كان خطاءا تكتيكيا فادحا دفعت سمعة وشجاعة المقاتل الصحراوي ثمنه لاحقا.
في سنة 2001م جاءت فرصة أخرى من ذهب حين مر رالي باريس داكار. استعد الجيش الصحراوي بكامل طاقاته ومعنوياته انتظارا للحظة الحامسة، لكن تم إعطاء أمر آخر بعدم الصدام مقابل لا شيء.
الآن تأتي فرصة الكركرات، وهي فرصة ثمينة جدا، وإذا ضاعت فقد تكون النهائية. لماذا نقول أن الكركرات فرصة؟ أولا لإن الأمم المتحدة أعلنت أن المغرب خرق وقف إطلاق النار وهذا مبرر للصدام معه؛ ثانيا لإن كل الشعب الصحراوي يريد ان يعود الاعتبار للجيش الصحراوي، ويعود الاعتبار للتصريحات الكثيرة التي لم ينفذ أي منها، والتي أصبحت مزحة أكثر منها حقيقة، ويتم غسل من مخيلة المقاتلين انسحاب سنة 1991م غير التكتيكي، وكذا ما حدث يوم مرور الرالي.

أظن أن السبب الوحيد الذي يمنع من خوض معركة في الكركرات رغم توفر كل الظروف هو الخوف من جعلها حجة يتهرب بها المغرب من المفاوضات. لكن في كل الحالات يبدو ان المغرب سيتخلص من المفاوضات على الأقل في عهدة بان كي مون. فالمماطلة وخلق هذا التوتر هو فقط حتى لا يتم عقد جولة جديدة من المفاوضات. بالعكس، وهذا رأي شخصي، فخوض معركة ولو لدقائق بالذخيرة الحية ستجعل مجلس الأمن يفرض أن يتم عقد جولة سريعة من المفاوضات.         

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء