قبل ان يذهب إلى الرباط كمبعوث من كيسنجر إلى
الحسن الثاني لنقاش قضية الصحراء الغربية، أتصل الفريد اثرتون مستشار كيسنجر ببومدين، ودام اللقاء وقتا طويلا. فحسب وثيقة للسفارة الأمريكية بالجزائر بتاريخ 21 اكتوبر
1975م تحت الرقم 1975algier03137_b
فإن بومدين قال لاثرتون أراد معرفة رائه
حول قضية الصحراء الغربية، "أن الجزائر تبدئ قلقها من نوايا المغرب غزو
الصحراء الأسبانية. إن الجزائر ستبقى تدافع عن تقرير المصير، لكن مع ذلك لا تريد
أن تتصادم مع أحد حول الموضوع. كان سفيركم بارك الاسبوع الماضي في مدينة بشار، ولم
يلحظ ان الجزائر تقوم بتحضيرات عسكرية. لقد قام الحسن الثاني بتعبئية الشارع،
وقامت الاحزاب باستغلال الفرصة كي تحصد
المزيد من الدعم في الداخل. ان الرئيس الامريكي ووزير الخارجية كيسنجر يجب ان يعرفوا
أنه لهذا السبب فإن الاحزاب المغربية يسارية او يمينية وحتى الشيوعية قامت
بالالتحاق بالذين يهاجمون الجزائر واسبانيا. في الحقيقة بعض الناس يضعون الجزائر
والولايات المتحدة في نفس السلة كحلفاء لاسبانيا. الحسن الثاني لجأ إلى القوة خوفا
من قواته التي أرادت الإطاحة به في مناسبات ماضية، وفي نفس الوقت أراد اللجوء إلى
محكمة العدل الدولية، التي كان قرارها هي ولجنة تقصي الحقائق واضحا ومؤيدا لتقرير
المصير. ويواصل بومدين حسب الوثيقة قائلا: في السنة الماضية- 1974م- توصل المغرب
وموريتانيا إلى اتفاق لتقسيم الصحراء الغربية بينهما، والجزائر تمتلك النص الكامل
للاتفاق بالتفصيل، بينما الجزائر دافعت عن حق تقرير المصير على عكس المغرب
وموريتانيا اللذين يريدان إفشال تقرير المصير. أسبانيا تريد مغادرة الإقليم ويجب
إعطائها الفرصة كي تفعل ذلك. هناك فقط حلين: الحل العسكري والدبلوماسي. كلنا يجب
ان نبحث الحل السياسي الذي يعطي الفرصة لتقرير المصير. وحتى لو وجدت الجزائر نفسها
معزولة في هذه القضية ستبقى تدافع عن تقرير المصير. شعب الصحراء الغربية يجب ان
يتم سماع صوته حول مستقبله. في حالة يريد الانضمام للمغرب بدل الاستقلال لندعه
يفعل ذلك. إذا أراد هذا الشعب أن يتم تقسيمه بين المغرب وموريتانيا سوف لن تعترض
الجزائر على ذلك. اية دعاية خارج هذا هي غير مؤسسة، والجزائر ليست لها مطامع
ترابية أو مطامع أخرى في ثروات الصحراء الغربية. هناك خرافات أن الجزائر تريد
منفذا إلى البحرن لكن هذا ليس صحيحا.( يتبع)
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء