كان من عادة الإعلام المغربي أن يلهب الجو بالتطبيل والتزمير كلما حصلت نتيجة لصالحه في اية معركة من المعارك الكثيرة التي يخوضها يوميا ضد البوليساريو أو ضد الأمم المتحدة. لكن على ما يبدو أصبح المغرب، إعلاميا وسياسيا، يتحاشى التطبيل للمعارك التي يخوض مع البوليساريو، وأصبح يتحاشى، سياسيا وإعلاميا، خوض تلك المعارك التي كان يخسرها باستمرار ويخرج منها بالكثير من الدماء. فيوم 13 سبتمبر كان سيتم البت في نقض رأي المحكمة العلياء للاتحاد الأوروبي التي كانت أقرت أن الاتفاق بين المغرب والاتحاد حول التبادل الاقتصادي غير قانوني وباطل. أمس كان المحامي العام للاتحاد واضحا حينما قال أن الصحراء الغربية ليست جزاءا من المغرب، وان البوليساريو لديها التفويض كي تقوم بتمثيل الصحراء رغم أنها لا تمتلك صفة دولة معترف بها. الغريب ان الإعلام المغربي لم يخوض المعركة وذهب في اتجاه آخر وهو الحديث عن أطول قرون كبش للعيد في المغرب، وعن أن المغاربة ذبحوا 12 مليون كبش، وان بعضهم لا يأكل في أول يوم الكرشة. ورغم أهمية القرار ورأي المحامي إلا أن هذا الإعلام المتعود على جعل من الحبة قبة لم يفتح فمه للتعليق، ولم ينتقد المحامي العام مثلما لم ينتقد مورغيني قبله التي وصفت المغرب أنه بلد يحتل إقليما بطريقة غير شرعية، وانه يشبه إسرائيل تماما. فالقليلون من المعلقين المغاربة الذين ذكروا الموضوع أمس قالوا ان المغرب لا دخل له في الموضوع ما دام يدخل في إطار صراع بين المحكمة الاوروبية ومفوضية الاتحاد الأوروبي التي قدمت الطعن. في كل الحالات المنتظر هو ان يتم توقيع الاتفاق من جديد دون ان يشمل الصحراء الغربية.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء