نبض التاريخ: عندما دَلَتْ السينغال بدلوها في قضية الصحراء الغربية سنة 1975م

كانت تونس، بإيعاز من المغرب وفرنسا، من الدول النشطة التي تحركت في قضية الصحراء الغربية، واقترحت تقسيمها بين موريتانيا والمغرب، وحتى تجد تونس مساعدة من دولة أفريقية تم الإيعاز إلى السينغال كي تتحرك هي الأخرى. فالسينغال لها أحلام قديمة في موريتانيا، وكانت تحلم أن يصبح السود غالبية في موريتانيا حتى تسيطر عليها، لكن المغرب كان يعارض ذلك، ويحلم هو الآخر أن يسيطر على موريتانيا. حسب تقرير للسفير الأمريكي بدكار بتاريخ 22 اكتوبر 1975م، ويحمل الرقم السري 1975dakar06007_b فإن الرئيس السينغالي ليبودل سد سنغور التقى معه يوم 22 اكتوبر ذاته ليوضح له موقف بلاده من أزمة الصحراء الغربية التي كان المغرب يعتزم غزوها بمسيرة. قال سنغور للسفير الأمريكي، إنني قلق جدا من تحرك المغرب بمسيرة نحو الصحراء الأسبانية لإن ذلك يجعل أسبانيا تحس بنوع من الامتعاض، ويمكن أن تتحرك كي تمنع المسيرة. إن ما سيقوم به المغرب يمكن أن يؤدي إلى التصادم العسكري في المنطقة. إنني أعتقد أن الصحراء الاسبانية تمثل مشكلة بين المغرب والجزائر بدلا من أن تكون مشكلة بين المغرب وأسبانيا. لقد حاولت أنا والرئيس التونسي  بورقيبة منذ جوان الماضي تلافي صراع بين الجزائر والمغرب. إن المشكل يمكن تجنبه من خلال مفاوضات بين السينغال وتونس والجزائر وبقية الأطراف الأخرى المعنية مثل المغرب وموريتانيا وأسبانيا. بالنسبة لي – القول دائما لسنغور- فإن الجزائر وتونس قد حصلا، من قبل، على حصتهما من الصحراء الكبرى أثناء تصفية الاستعمار. لقد حثت السينغال الجزائر من قبل على أن تقبل أن يحصل المغرب على حصته من الصحراء الكبرى. لقد بادرت السينغال مرات عديدة في قضية الصحراء ، وكان معي، هنا في دكار، أحد قادة المعارضة في المغرب كي يتباحث معي حول قضية الصحراء. ورغم أن هذا الشخص هو من المعارضة، لكن هذه الأخيرة تؤيد الملك في مسيرته نحو الصحراء. إنني متخوف أن المسير المغربية نحو الصحراء يمكن أن تخرج عن السيطرة. لقد أخبرت سفيرنا بالأمم المتحدة، فال، أن يخبر الأمين العام فالد هايم بمخاوف السينغال، وأن يقترح عليه أن يحاول جمع كل الأطراف وإضافة لهم السينغال وتونس لحل المشكلة. أنه من الممكن تجنب القتال في حالة أن تبدأ المفاوضات. اتمنى- يقول سنغور- أن تتدخل الولايات المتحدة وتلجأ إلى مساعيها كي تمنع الصراع المسلح في منطقة المغرب العربي.( في الصورة الرئيس سنغور)

• Twitter
• Facebook
• Google
• Tumblr
• Pinterest