إذا انسحبنا تحت أي مبرر سيكون ذلك خطأً





Resultado de imagen de ‫الجيش الصحراوي الكركرات‬‎أنسحب المغرب من الكركرات، لكن يجب أن لا ننجر وراء عواطفنا الهشة ونقول أنه أنهزم، وأنه لم يستطيع ان يحقق مشروعه بتعبيد الطريق الواصل إلى موريتانيا ومن ورائها إلى إفريقيا. ففقط غير العاقلين وغير اليقظين سياسيا هم الذين صدقوا في أول يوم أن المغرب يريد تعبيد الطريق بالقوة رغم أنف الجيش الصحراوي. فتعبيد ذلك الطريق يمكن أن يتم عبر وساطة أممية أو أمريكية ويكون ذلك برضى وربح البوليساريو، أما أن يتم بالقوة مثلما أوهمنا بذلك الجيش المغربي فهذا كان أول المستحيلات. أزمة الكركرات هي فقط سيناريو مخزني تم رسمه لتحقيق الاهداف التالية:
-         لفت أنظار مجلس الأمن عن مناقشة متى تبدأ المفاوضات؛ ربح الوقت وربط القضية كلها بالكركرات حتى يرحل بان كي مون واوباما دون أن تبدأ المفاوضات ودون رسم خاررطة طرق يير عليها الأمين العام الجديد؛ جس نبض جاهزية الجيش الصحراوي.
الآن وقد انتهت عهدة بان كي مون واوباما دون ان تبدأ المفاوضات ودون أن يتم ترك خارطة طريق للامين العام الجديد أنتهت مسرحية الكركرات أيضا بطريقة كوميدية أكثر منها جدية. نهاية "أزمة الكركرات" لم تكن تك تصعيدية، وأراد لها المغرب أن تكون ناعمة بالظهور في صورة الطرف المنضبط الذي "يحترم" توصيات الأمين العام ويحافظ على وضع السلم.
نهاية أزمة الكركرات "بهزيمة" المغرب إعلاميا تم ربطها بأن يعود الوضع إلى ما كان عليه من قبل: يعود الاحتلال يمارس وظائفه بتلذذ ويمارس نهبه للثروات ويمارس انتهاكه لحقوق الإنسان بالصحراء الغربية المحتلة. انسحاب المغرب هكذا بهذه الطريقة " الودية" يمكن ان يجعلنا نحن ننسحب، أيضا، من الكركرات تحت ضغط الأمم المتحدة ونصائح أمينها العام الجديد وتحت خدعة أن يعود الوضع إلى ما كان عليه والحفاظ على وضعية وقف إطلاق النار وتحت ضغط المينورصو التي تستأسد وتضغط دائما على الطرف الصحراوي وتعامله على اساس انه هو الطرف الضعيف في المعادلة..
في تقديري أنه إذا انسحبنا نحن، أيضا، من الكركرات تحت أي مبرر مهما كان، وتحت أي ضغط حتى لو كان من الأمم المتحدة فإن ذلك سيكون خطأ أخرا يضاف إلى أخطاء قديمة لا داعي لذكرها ولا تذكرها بسبب مرارتها. فإذا سحبنا نحن أيضا مقاتلينا الذين أبانوا عن عقيدة قتالية متفوقة فإن ذلك يعني أننا سنبقى نلهث وراء المبادرات والمناورات المغربية؛ أي يكون المغرب هو المبادر وهو الذي يؤزم الوضع أو يهدئه طبقا لمصلحته، ويفرض علينا أن نُستفز أو نهدأ. فإذا أزَّم المغرب الوضع في الكركرات نقوم نحن بردة الفعل ونحشد جيشنا ونحرك عتادنا وإذا انسحب المغرب ننسحب معه مثل ظله حفاظا على وضع هو في غير صالحنا تماما. هذا يقودنا إلى أنه يجب علينا معاقبة المغرب على أخطائه حتى يفكر مئة مرة قبل الإقدام على حماقة ما. فمثلا بعد " شحمة" الكركرات التي "همزت" المغرب علينا أن نبقى في المكان نمارس سيادتنا كاملة على تلك القطعة المحررة من وطننا: نجني الجباية والضرائب؛ نضع الختم السيادي على جوازات السفر؛ نقيم حراسات دائمة.
من جهة أخرى من المعقول جدا أن نضم مدينة لكويرة إلى النواحي العسكرية ونخلد فيها الذكريات أوالمسابقات العسكرية. فالتواجد في الكركرات لا يتنافى ومقتضيات وقف إطلاق النار ولا يهدد السلم في المنطقة ولا يخالف أي قانون.. الاحتمال الوارد الآن أن المغرب سيحاول جني ثمار " حسن" سلوكه بعد "انصياعه" لتوصيات الأمين العام الجديد وسيضغط حتى تحدث وساطات ذات وزن كبير حتى يتم تعبيد الطريق الواصل إلى موريتانيا وإلى إفريقيا. 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء