أقتراح: اسناد مهام لصحراويين من المناطق المحلتة



منذ وقف إطلاق النار المشئوم قلَّ رصيد انتصاراتنا، وبدأ شحم سنامنا يذوب شئيا فشئيا، وانكفينا على ذواتنا نلحس جراحنا التي سببها لنا تقييدنا بالمينورسو وبقرارات مجلس الأمن وبنصائح القوى الكبرى. الانكفاء على الذات ذلك جعلنا، غريزيا، نبحث في الرماد عن انتصارات وعن أحداث، وأصبح ترقب انعقاد المؤتمر حدثا كبيرا، وترقب تعينات أو حركية في سلك ما حدثا، وانتظار تقرير الأمين العام حدثا وبداية ابريل حدثا يشغلنا فنروح نتحدث عن ذلك ونُخرج ما في صدورنا وأشداقنا ونحلل ونفكر ونحلم ونتمنى حتى نتعب ثم نعود لروتيننا في انتظار مؤتمر جديد او حركية جديدة أو تقرير جديد أو ابريل جديد أو اي شيء جديد- المهم جديد- حتى لو كان القيامة.

منذ وقف إطلاق النار ذلك انكب وانصب تفكيرنا وانشغالنا على ثلاثة أشياء: المؤتمر الشعبي العام وتقديمه وتأجيله والتعينات وما نسميه الحركية في المنظومة البشرية للإطارات و ابريل وتقرير الأمين العام. لكن، للمفارقة، الناس، خاصة كبارهم ومفكريهم وحتى المتنورين منهم لا ينتظرون المؤتمر ليخرج باستراتيجية أو خطة جديدة، لكن ينتظرون من سيفوز في الامانة او الحكومة أو من سيتم تعيينه أو تكليفه. أصبحت الانتخابات والتعيينا واسناد المهام هي الغاية ذاتها من المؤتمر والحدث وغابت الاستراتيجيات في فوضى من سيفوز ومن سيتم تعيينه.

بالتالي فدراسة لنفسية الصحراوي، أينما تواجد، على مدى السنوات الثلاثين الأخيرة، يمكن أن تخرج بنتيجة وهي أن هناك هوس بهذا الذي نسميه التعينات وبالانتخابات وإسناد المهام في الحركة والدولة، التي أصبحت هي مقياس الرضى أو الغضب والانتصار والخيبة في الشارع الصحراوي. حين نتحدث عن الشارع الصحراوي فنحن نعني خريطة التواجد البشري الصحراوي في أي مكان وبصفة خاصة: في المناطق المحررة والمناطق المحتلة. في مرات ماضية اقترحنا كتابياً تنظيم المسابقة العسكرية في مدينة لكويرة واقترحنا عقد مؤتمر لإطارات ونخبة المناطق المحتلة في تفاريتي، والآن نقترح اسناد مهام وتعيينات لمناضلين من المناطق المحتلة حتى لا يبقى ذلك حكرا- نقولها بتحفظ- على مناضلي وصحراويي المناطق المحررة ومخيمات اللاجئين. الذي يبدو انه غاب عن اذهاننا هو أنه إذا كان الصحراوي في المناطق المحررة أو المحتلة منشغل- ليسمح لي الذين هم منشغلون بالنضال الحقيقي- حتى العرق بالسؤال وانتظار التعيينات وإسناد المهام فإن هناك نقطة قد تبدو غير مفهومة وهي أن المهام والتعيينات، رغم محدوديتها، تُسند فقط لصحراويين من المناطق المحررة ومخيمات العزة والكرامة ولا تُسند لصحراويين من المناطق المحتلة. في واقع الأمر يتم تعيين صحراويين من المناطق المحتلة في المؤتمر الشعبي العام سرياً كأعضاء في الأمانة الوطنية، لكن هذا غير كافي. يمكن أن يقول قائل أنه من الصعب تعيين أو إسناد مهام لصحراوويين من المناطق المحتلة في الدولة الصحراوية والحركة لإن الاحتلال سيتعرض لهم وسيمنعهم. هذا صحيح لو كان حدث في بداية التسعينات حين كان العدو يُحكم قبضته المخزنية على انفاس الصحراويين هناك، لكن الآن الوضع مختلف: لقد استطاع الصحراويون في المناطق المحتلة (بمتن) أعينهم وتحملهم أن يتحدون العدو المغربي ويخرجون ويجولون ويصولون في العالم باسم انهم من البوليساريو أو من الجمهورية الصحراوية، وهناك الكثير منهم -إن لم نقل كلهم- من هو قادر ومستعد لتحمل المسؤولية والذهاب إلى حيث يمكن تعيينه. إذن يمكن تعيين أو إسناد مهمة لأي إطار صحراوي من المناطق المحتلة كقائد ناحية أو سفير أو حتى وزير أو والي. يجب أن لا نكذب على انفسنا. هناك تعلق كبير بالتعيينات وباسناد المهام، وحتى لا يبقى عند البعض إحساس أو تخيل جهوية فرضها واقع ما يجب الانتباه إلى هذه النقطة.

Blog-sahara.blogspot.com.es

السيد حمدي يحظيه

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء