هل ستحدد طاولة في فندق في جنيف مصير المينورصو؟



كلنا مقتنعين في أعماق اذهاننا - ما عدا إذا كان بيننا من هو سكران من شدة الغباء- أن جلسة حول طاولة في فندق في جنيف ليست مفاوضات ولا مشاروات ولا شيء، ولن تخرج، كعشرات الجلسات قبلها، بنتيجة تفرض على الاحتلال المغربي أن يقبل الحل الشرعي الوحيد وهو الاستفتاء. لن يحدث أي شيء من كل هذا ما عدا إذا أردنا أن نكذب على أنفسنا ونبالغ في الحلم والصبر على عادتنا. في أحيان كثيرة تحول قوة الصبر والتحمل الهزيمة إلى نصر وتحول السراب إلى ماء، وبالتالي نحن نمتلك هذه القوة ولا تستطيع أية قوة أن تنتزعها منا.
نتيجة بحث الصور عن ‪negociaciones sahara occidental‬‏جلسة جنيف المقبلة جاءت نتيجة إصرار أمريكي - متأخر كثيرا في الحقيقة- على عدم تبديد المينورصو للدولارات الأمريكية الخضراء الغالية في رمال الصحراء الغربية، ورفضها لعدم التجديد للبعثة أكثر من ستة أشهر مشروطة – انتباه- بحدوث تقدم في التفاوض حول التقدم في العملية التي أنشئيت من أجلها المينورصو أول يوم وهي تنظيم الاستفتاء أو رمي الفوطة.
تأتي هذه الجلسة المستديرة عقب انحياز واضح وفاضح للأمين العام ومبعوثه الشخصي في تقاريرهما التي رفعاها إلى مجلس الأمن، والتي بلغ بها الانحياز للاحتلال إلى عدم حتى ذِكر كلمة التفاوض واستبدلاها " بطاولة مستديرة" كأن الطرفان لا يستطيعان حتى على طاولة مربعة.
في الجانب السياسي للقضية لن يحدث أي شيء. هذه قناعة وحقيقة يصعب القفز عليها، وحتى إذا حبلت بشيء فلن نصدقه، لكن، في نفس الوقت، إذا كانت هذه حقيقة باهرة فمن جهة أخرى هذا لا يمنعنا من أن نعتقد ونحدس ماذا يمكن أن يحدث بعد هذه الجلسة المستديرة التي لا هي مفاوضات ولا مشاورات. شيء واحد ووحيد يمكن أن يحدث بعد موعد جنيف البارد: يمكن أن نعرف هل الولايات المتحدة جادة أو فقط تمزح فيما يخص تهديدها بقطع التمويل عن المينورصو. في جنيف يمكن أن يمعن الاحتلال المغربي في تكتيك الهروب إلى الأمام. فقطعا الاحتلال المغربي لن يقلب الطاولة المستديرة ويجعلها مربعة، وكل ما سيفعل هو أنه سيعطي وعدا بحضور جلسات أخرى قادمة يمكن أن يسميها مفاوضات.
لكن ماذا سيكون موقف الولايات المتحدة التي تعتبر هي راعية وفارضة هذه الجلسة المستديرة من خلف الستار؟ هل سينطلي عليها التكتيك المغربي في الهروب إلى الأمام، وتُبقي على تمويل المينورصو وتبقى تنجر خلف حبل التكيتيك المغربي إلى ما لا نهاية، أم ستقف عند تهديدها بقطع التمويل.؟ في الحالة الأولى وهي أن تساير الولايات المتحدة حبل التكتيك المغربي، فهذا يعني أن الولايات المتحدة غير جادة في تهديدها، وستساير التكيتيك المغربي وهذا، منطقيا، يتطلب سنوات أخرى من المد والجذب ستنتهي بالفشل في النهاية.
في الحالة الثانية وهي أن الولايات المتحدة جادة في تهديدها فهذا يعني أنها ستفسر أن فشل جلسة جنيف المؤكد هو عدم تقدم في مهمة البعثة، وبالتالي ستقطع التمويل في اليوم الموالي. لكن يبدو أن هناك ظروف قد ترجح الحالة الثانية: تواجد جون بولتون في السلطة، ومن خلال المؤشرات يبدو أنه هو مهندس قطع التمويل عن المينورصو، وأنه هو المهتم الوحيد بالقضية في الإدارة الامريكية؛ الثانية هي احتقار ترامب الملعن لملك المغرب الذي سماه في تدويناته " batman" " الرجل الخفاش".
وبما أننا انتظرنا نتائج مفاوضات سابقة كثيرة ولم ينزل مطرها، فلا بأس من انتظار نتائج هذه الجلسة المستديرة التي أصبحت على الابواب لعلها تحدد، كأقل نتيجة، مصير قطع التمويل عن المينورصو الذي نتمناه من اعماق اعماقنا.
السيد حمدي يحظيه






يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء