المغرب وخطة زعزعة المناطق المحررة


المغربيون، خاصة المخزن، يلعنون الحسن الثاني في قبره لأنه لم يسور الصحراء الغربية كلها بالجدار الدفاعي المغربي لمنع الصحراويين من الحياة ولعزلهم
عن وطنهم وتركهم في الخلاء. لكن الحقيقة أن الحسن الثاني والإسرائيليين والامريكيين لم يكونوا أغبياء جدا لترك مساحة خارج الجدار الدفاعي ليمرح فيها الجيش الصحراوي، ويقيم فيها مراكزه ونواحيه وليفعل فيها ما يشاء. الذي جعل التحالف المغربي الإسرائيلي الأمريكي لا يقيم الجدار على طول الحدود هو أنه لم يستطيع فقط. لكن تلك المناطق المحررة، رغم عدم شساعتها، تحولت إلى هاجس يغض مضجع الاحتلال المغربي:  يتمركز فيها الجيش الصحراوي؛ يقيم فيها تدريباته ومناوراته؛ يتم فيها عقد المؤتمرات والندوات الوطنية؛ تزورها الوفود؛ يقيم فيها عدد من السكان لابأس به.
بالتالي تحولت إلى رهان يحاول العدو، متخبطا، أن يربحه: فكر مرات عديدة في ضمها بالقوة؛ حاول أن يكذب على شعبه بأنها مناطق عازلة، وأن مساحتها هي 5 كلم؛ حاول أن يختطف منها الأجانب، حاول أن ينظم فيها مؤتمرات موازية لمؤتمرات الصحراويين،  حاول أن يوهم العالم انها مناطق غير آمنة، حاول أن يزرع فيها الإرهاب، حاول ان يفتح فيها ممرات جديدة مثل ممر الكركرات، حاول ان ينظم مسيرة نحوها، لكن كل ذلك فشل. المخطط الحالي للعدو المغربي يحوم أيضا حول المناطق المحررة. نعرف أن الاعتماد على الارهاب، خاصة فرع القاعدة في شمال غرب إفريقيا، الذي أسسه المغرب وموله قد فشل ولم يحقق اي شيء ما عدا أن كل الأصابع أصبحت تشير إلى أن المغرب هو الراعي لتلك الحركة. الآن يحاول المغرب إحياء منطقة شمال مالي، لكن ليس عن طريق الإرهاب فقط، إنما عن طريق ثنائي الإرهاب والمخدرات.
الخطة المغربية الجديدة تعتمد على خلق تحالف بين الإرهاب والمخدرات في منطقة شمال مالي، وربط تلك المنطقة، جغرافيا، بالمناطق المحررة عن طريق شبكات التهريب الكبيرة في شمال مالي. حسب التحليلات ستحاول المخابرات المغربية الاعتماد على سكان تلك المناطق من طوارق وسكان أزواد، خاصة الفئات الفقيرة المتمردة، للقيام بمحاولة خلق رابط جغرافي بين شمال مالي والمناطق المحررة الصحراوية يكون طريقا لعبور المخدرات إلى شمال مالي. لكن تصدير المخدرات وأموالها عن طريق المناطق المحررة وشمال مالي ليس هو الهدف في حد ذاته. الهدف هو استعمال المخدرات كوسيلة لخلق العنف الذي سيتحول، مع مرور الوقت، إلى إرهاب. فشح موارد المخزن المالية، ونضوب مخزونه النقدي الذي كان يدفعه للجماعات المسلحة جعله يعوضه بالمخدرات. بما ان تمرير وتصدير المخدرات يتطلب السلاح والعنف فإن المخزن يعتقد أن دمج التهريب والإرهاب هو آخر أمل كي يثير الفوضى في المناطق المحررة.  مثلما أشرنا في مقال سابق إلى أنه يجب توخي الحذر الآن في المناطق المحررة، فأن هناك مؤشرات كثيرة الآن تجعلنا، كلنا، نشدد السيطرة على مناطقنا المحررة لتفادي الوقوع في فخ العدو. فالعدو يمكن أن يرعى العنف لانه هو السبيل الوحيد المتبقي امامه كي يستهدف المناطق المحررة من خلال: القيام بعملية ارهابية؛ خلق عنف بين تجار المخدرات في المناطق المحررة؛ الإعتماد على أباطرة المخدرات في منطقة الساحل وتوجيههم إلى المناطق المحررة للقيام بعمليات كبيرة. العدو المغربي يلجأ دائما إلى الاستفزاز كلما أقترب موعد ما، والآن أمامنا المؤتمر وأمامنا تعيين مبعوث شخصي جديد، وكلها مواعيد يراهن العدو على خلق أحداث موازية لها لجعلها تذوب في غبار أحداث مفتعلة. لكن أخطر ما يراهن عليه العدو هو العنف في المناطق المحررة، والقيام بعمليات استعراضية لنقل صورة إلى الولايات المتحدة والعالم أن المناطق المحررة غير آمنة، وأ ن البوليساريو لا تسيطر عليها، وانها مناطق للارهاب والمخدرات.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء