الأمم المتحدة مرتاحة تماما للوضع في الصحراء الغربية، وامينها العام مسرور جدا أن الوضع هادئ وعادي ولا شيء ينادي الى العجلة والتحرك، والمينورصو "تقوم بواجباتها"، وكل شيء على ما يرام. تقرير غوتيريس الأخير يبعث رسالة "اطمئنان " إلى المجتمع الدولي تقول ان الوضع في الصحراء الغربية هو تحت السيطرة، وأنه، هو شخصيا، غير مستعجل لا على تعيين مبعوث جديد، ولا على عقد جولة من المفاوضات ولا على نقاش هل سيتم التمديد للمينورصو لمدة ستة اشهر او سنة؟ يُفهم من التقرير الخطير، أيضا، ان الامين العام يلمح انه سيترك القضية تسبح في مستنقع الركود والجمود والخلود الى ما بعد أبريل. الذي يُحير، ايضا، وهلل له بعضنا هو الرسالة التي بعث كوهلر المستقيل، والتي لا تعني أي شيء، والتي يقول فيها انه كان سيعمل وفق خطة في سنة 2020م للاقتراب من الحل. الرسالة تزامنت مع تقرير غوتيريس او احاطته، ولكن كل القراءات، بما في ذلك الغبية منها، تُجمع أنها رسالة جوفاء وخاوية من أي مغزى سياسي ما عدا ان بعضنا يمكن أن يطمئن نفسه ان غوتيريس سيواصل الخطة التي بدأ كوهلر يشتغل عليها. في الحقيقة كوهلر لم يقدم لا خطة ولا تصور، وكان يتحرك وهو غير متأكد مما يقوم به.
إذن، نحن أمام انسداد كلي في الوضع، والامانة العامة للأمم المتحدة تسير وفق الخطة التي يريد المحتل المغربي. كانت هناك قضية الدجاجة والبيضة، والآن أصبحت أمامنا قضية الدجاجة والبيضة والديك: قضية المفاوضات، المبعوث الشخصي والتمديد للمينورصو هل سيكون سنة ام ستة اشهر.؟
هذا يعني ان الموعد أبريل، نيسان شهر التمديد السنوي للمينورصو. منذ الأن الى شهر ابريل سيعمل الاحتلال على خلط قضية البيضة والدجاجة والديك، وسيركز على أن يعود التجديد إلى ما كان عليه سابقا وهو سنة، وبعد ذلك سيركز على رفض أي مبعوث شخصي حتى لو كان صديقا له، وبعدها سيماطل لرفض المفاوضات، وهذا السيناريو سيجعله يربح سنة او اكثر وهو ما يطمح له دائما. الآن، خاصة بعد إقالة جون بولتون، سيصبح المغرب وفرنسا هما لاعبا التنس الوحيدان، وسيسير كل شيء طبقا لإرادتهما خاصة أنهما يجلسان في ظل أمين عام سيء الى حد الان في تعامله مع القضية الصحراوية. أكثر من هذا وذاك هناك انتظار نتائج الوضع في الجزائر، وماذا ستفرزه انتخاباتها. المغرب يراهن على قيادة جزائرية جديدة سيحاول التقرب منها ومحاولة فتح مفاوضات معها حول قضية الصحراء الغربية لفتح طريق جديد للهروب الى الامام.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء