زيارة إيفانكا ترامب وتداعيات إقالة جون بولتون


لماذا جاءت ايفانكا، ابنة ترامب ومستشارته وزوجة مستشاره كوشنر، إلى المغرب، وما هو الفانوس السحري الذي تحمله في يدها حتى يتم تتويجها ملكة على المغرب لمدة 48 ساعة؟ بسيطة، ايفانكا ترامب استدعاها المغرب كي تساعد في برنامج نهضة المراة الريفية، لكن هذا فقط غطاء لا اكثر ولا اقل. الحقيقة غير ذلك لان المغرب إذا زاره اي سائح أمريكي يطلب منه المساعدة في قضية الصحراء الغربية. زيارة ايفانكا هي فقط حلقة في السلسلة التي انقطعت ويريد المغرب الآن ربطها من جديد. الحلقة الاولى بدأت بمحاولة الملك المغربي التقرب من ترامب، لكن لم يحصل؛ الحلقة الثانية هي الضغط الذي مارسه جون بولتون على المغرب في اروقة الامم المتحدة في قضية الصحراء الغربية؛ الحلقة الثالثة هي زيارة كوشنير للرباط كي يعطي أمرا للمملكة المغربية كي تحضر، بدون نقاش، إلى مؤتمر البحرين حول صفقة القرن. الزيارة حاول المغرب استغلالها كي يقايض قضية الصحراء الغربية بمشاركة فعالة في صفقة القرن، لكن كوشنير جاءا يعطي أمرا وليس ليناقش مع المغرب. الحلقة الثالثة هي دعوة الرباط لكوشنير كي تقترح عليه ان يكون المغرب هو الوسيط في الصفقة بدل البحرين، لكن لم يفلح.
الحلقة الرابعة هي محاولة المغرب استغلال إقالة ترامب لجون بولتون لربط جسر جديد مع واشنطن وترامب، خاصة بعد الانتصار الأخير للمغرب في مجلس الأمن وعودة التمديد لمدة سنة. العنصر المؤهل لهذا الدور هو ايفانكا ترامب لأنها تربط بين ترامب- ابنته ومستشارته- وبين المكلف بصفقة القرن كوشنير- زوجته-، وبالتالي يحس المخزن انه مثلما أثر على موقف هيلاري كلينتون لصالحه يستطيع التأثير على ايفانكا ترامب. الزيارة تعني أن المغرب عنده رسالة خاصة بالصحراء الغربية يريد إيصالها إلى ترامب. أي أن المغرب يريد ربط السلسلة من جديد لكن بطريقة تصاعدية: ايفانكا تقنع كوشنير زوجها بموقف المغرب، وهذا الأخير يقنع ترامب، وترامب يسقط المطرقة على رأس القضية الصحراوية، خاصة أن جون بولتون غير موجود وهناك فراغ على مستوى الاهتمام بالقضية الصحراوية  في دائرة القرار السياسي الأمريكي. في زيارة ايفانكا للمغرب كان أول مسؤول مغربي يستقبلها ويتباحث معها هو وزير الخارجية، بوريطة، وهذه المباحثات هي لب الزيارة.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه




يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء