اعتراف أمريكي بسيادة المغرب لن يغير من طبيعة الصراع


راجت في الصحافة الإسرائيلية المحترفة و الامريكية وفي تصريحات بعض المسؤولين من البلدين أن المغرب يشترط، كعملية ابتزاز وحيدة فوق الطاولة، تطبيع علاقاته مع إسرائيل باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية له بالسيادة على الصحراء الغربية. قد يكون حدثَ تخوف على مستوى  النفسية الصحراوية من مثل هذه العملية كونها ستعقد القضية أكثر. لكن اذا نظرنا الى الموضوع بأكثر من مرآة نجد إن هناك ما يحفز هذه المقايضة وهناك ما يثبطها ويُفشلها. من جهة، المغرب متحفز لها إلى درجة الرقص احتفاءا بها، وترامب يمكن، في لحظة خروج عن التغطية، أن يرتكب حماقة ويفعلها ويوقع عليها توقيعه الطويل المعروف الذي يشبه السياج . من جهة ثانية، هناك أكثر من سبب يمكن أن يجعلها تفشل: - الولايات المتحدة عضو في مجلس الأمن الدولي ومنذ البداية تقول أن قضية الصحراء الغربية يجب حلها في الأمم المتحدة؛ - الرئاسة الأمريكية غير معنية بقضية الصحراء الغربية لإنها تتبع، منذ البداية، لكتابة الدولة للأمن القومي، وهي التي تحدد ما يجب فعله فيها؛ قرار باعتراف غير شرعي مثل هذا لا يمكن إلا أن يمر على مجلس الشيوخ غير المتحمس للموضوع؛ الولايات المتحدة تنظر إلى علاقاتها بالجزائر بحذر وتتحاشى أن تفسدها وقرار مثل الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية هو مضر؛ إدارة ترامب، خاصة المكلف بموضوع التطبيع وصفقة القرن، كوشنر، يعتقد أنه يستطيع أن يجعل المغرب يُطبع تحت وسائل ضغط اخرى من بينها تائيد الاستفتاء في الصحراء الغربية؛ إذا لم ينجح ترامب في الانتخابات القادمة ترامب ستتم أرشفة العملية لإنه لا يوجد رئيس سيرتكب تلك الحماقة؛ الولايات المتحدة تعرف أنها إذا اعترفت للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية فهي ستسدي لفرنسا جكيلا تاريخيا جليلا وتشجعها على الحذو حذوها.  المهم، اعتراف الولايات المتحدة المغرب بالسيادة من عدمه لا يغير أي شيء في طبيعة القضية، ومادام الشعب الصحراوي صامد ومستعد للكفاح والقتال فلن تقف قوة في وجهه. الولايات المتحدة لا تدعم الشعب الصحراوي ولا تستطيع أن تهجم عليه للطائرات، وبالتالي اعترافها للمغرب من عدمه لن يغير في الأمر شيئا. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء