المغرب: التمهيد لتطبيع بدون مقابل

 


رغم أن المغرب لا ينتظر الكثير من سقوط الولايات المتحدة على ركبتيها كي تقبل ابتزازه بالاعتراف بالسيادة مقابل التطبيع مع إسرائيل، وكل ما ينتظر هو عظم بدون لحم، إلا أن القصر الملكي ومخزنه ماضون في هجومهم المحرض على للتطبيع. فبعد فترة الصمت القصيرة، وفترة جس النبض، بدأت آلة المخزن، خاصة الاعلامية، تقطع في كل الاتجاهات، وبدأ التحريض المرفق بالتهديد، وأصبح الذي كان محظورا في الماضي مباحا اليوم. كل الابواق الآن تحاول إقناع المغاربة الشرفاء بالتطبيع، وتصفهم بالجهل والتخلف اذا رفضوا النوم مع الإسرائيليين في نفس المخدع. الحملة الإعلامية ضد معارضي التطبيع بدأت بتلك الكذبة الكبيرة التي تقول " المغرب اولا،" و" تازة قبل غزة" و" الصحراء قبل فلسطين" وتم تجييش ملايين الصفحات والحسابات على الإنترنيت تحاول ان تقنع المغاربة بالركوع. فكل من يحاول أن يقول لا للتطبيع تنهشه الكلاب الإعلامية وتقرصه أظافر المخزن ليسكت ويتم تهديده. فحتى ما يسمى رئيس الحكومة في المغرب تراجع عن تصريحاته بعد التهجم عليه. في الإعلام العربي وحتى في الاعلام الإسرائيلي المشهور بدأنا نقرأ للمطبعين المنهزمين الذين يتحدثون عن أن التطبيع سيعود على المغرب بالخير. يطلع على المغاربة واحد مثل عبد المجيد مومر الزيراوي ليكتب في العديد من المواقع مقالا بعنوان لما لا التطبيع، ويتبعه بارون الاعلام المغربي كله المقرب من القصر، احمد الشرعي، ليتحدث من تل ابيب مهاجما كل القوى الحية في المغرب التي تعارض التطبيع. هذا الهجوم على خندق المقاومين للتطبيع هو فقط تبرير تطبيع مقبل بدون مقابل سياسي مثلما كما كان يريد القصر. التطبيع المغربي الأن انتقل الى المرحلة الثانية وهي محاولة أن يكون مقابله هو المال الاماراتي فقط. فعلى ما يبدو، المغرب لم يجد جوابا من الولايات المتحدة حول ابتزازه بالاعتراف بالسيادة على الصحراء الغربية مقابل التطبيع، والآن ربما يتعرض لضغطين كبيرين: الأول، قد تضغط عليه الولايات المتحدة بقضية الاستفتاء في الصحراء الغربية، والثاني، قد تضغط عليه الإمارات بقطع التمويل إذا لم يطبع. لو كان حدث الابتزاز مع الولايات المتحدة، كان التطبيع سيحدث بدون تمهيد له، وسيتم قمع وإقناع الشعب المغربي بقضية المقابل، أما أن يصبح التطبيع بدون مقابل فهذا يدعو إلى اقناع الشارع المغربي تمهيدا لتطبيع بدون مقابل. من جهة المخزن يسابق الزمن محاولا الحصول على توقيع من ترامب قبل الانتخابات وهو ما يبدو، إلى حد الآن، صعبا ويزداد صعوبة مع مرور الوقت. من جهة ثانية، في الحقيقة المخزن يحسب ألف حساب للشارع المغربي في هذه القضية. فهذا الشارع الواقع تحت الضغط، والذي كانت قوات المخزن تنفرد كل مرة بمدينة ثائرة منه وتغرقها في الدم، قد يجد في خيانة القضية الفلسطينية ما يجعله يثور كله مرة واحدة. لنتصور كم استغرق المخزن ليقضي على ثورة الحسيمة أو جرادة، وكم سيستغرق كي يقضي على ثورة في كل المدن المغربية التي ستخرج في يوم واحد كلها. لو حدث ذلك لن تنفع أكياس الرمل في مواجهة الفيضان. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء