وثيقة امريكية: تأثير هيلاري كلينتون على سياسة الحزب الديمقراطي الأمريكي في قضية الصحراء الغربية


ينظر العالم إلى الحزب الديمقراطي الأمريكي أنه يشكل نموذجا للديمقراطية المتحضرة التي تحترم القانون والمباديء، وبالنسبة لنا نحن الصحراويين ظللنا نعتقد أن هذا الحزب هو الأقرب الى تفهم وضعنا وقضية تقرير مصيرنا المعلقة، وقضية تصفية الاستعمار التي نتطلع إليها. ميلان الصحراويين العاطفي إلى تأييد الديمقراطيين في العالم، وعلى رأسهم الحزب الديمقراطي الأمريكي، مرده إلى الحلم بالعدل والمساواة وانتصارا لكلمة الديمقراطية التي تتوج اسماء هذه الأحزاب. الاعتقاد الثاني الذي يجعل الصحراويين يميلون- عاطفيا دائما- الى الديمقراطيين الأمريكيين هو النكاية بالحزب الجمهوري الأمريكي الذي فرض على إسبانيا توقيع اتفاق مدريد وساهم في تنظيم المسيرة المغربية، ومنع مجلس الأمن من إدانة الغزو المغربي سنة 1975م. 


وبما أن الصحراويين ينظرون الى الظواهر فقط فقد ظلوا يعتقدون أن الديمقراطيين الأمريكيين هم الأقل حدة والأقل عنجهية من غرمائهم الجمهوريين، خاصة منذ فرضت إدارة بيل كلينتون سنة 1997م على المغرب  التفاوض المباشر مع البوليساريو تحت مظلة الأمم المتحدة. لكن حسب وثيقة مسربة تخص البريد اللكتروني لهيلاري كلينتون، صادرة بتاريخ  23 مارس 2011م، عبارة عن مراسلات بين وليام برنز ، نائب كاتبة الدولة للخارجية هيلاري كلينتون،  وجيفري فلتمان مساعد في الخارجية مكلف بشؤون الشرق الادنى، وهيلاري كلينتون نفسها، نجد فيها ما يلي" لقد علمت أن مادلين اولبريت(كاتبة الدولة للخارجية في عهد كلينتون) ذهبت إلى المغرب في نهاية عهدة بيل كلينتون- نهاية سنة 2000م- لتناقش الحكم الذاتي(..) من جهتنا نحن نتفق مع المبعوث الشخصي فالسوم في أن دولة في الصحراء الغربية ليست خيارا واقعيا، وأن حكما ذاتيا تحت السيادة المغربية هي الأمثل." دائما حسب نفس الوثيقة، يتفق الثلاثة الذين ذكرنا على أن الخطاب الذي سيوجه الى أي متلقي يجب أن يكون هكذا:" مقترح الحكم الذاتي الذي بدأ مع إدارة كلينتون وتم تأكيده تحت إدارة بوش، ويبقى هو سياسة الولايات المتحدة خلال إدارة اوباما."

هذه الوثيقة تثبت بالملموس دور شخصية هيلاري كلينتون في التأثير على سياسة ادارة الحزب الديمقراطي اتجاه قضية الصحراء الغربية. فعلى ما يبدو تم تجنيد هيلاري كلينتون من طرف المغرب منذ سنة 2000م، لتعمل ضد توجه الحزب الديمقراطي الذي كان يريد فرض تنظيم الاستفتاء. كل المؤشرات توحي إنها هي التي أقنعت زوجها، بيل كلينتون، أن يتخلى في نهاية عهدته عن الضغط على المغرب ليقبل الاستفتاء، وبدل ذلك يبدأ مناقشة الحكم الذاتي مع المغرب.

السبب الآخر المهم الذي جعل إدارة اوباما تتردد أو تكون سلبية في قضية الصحراء الغربية هي هيلاري كلينتون نفسها. فبما أن اوباما عينها كاتبة الدولة للخارجية، فقد فرضت وجهة نظرها الداعمة للمغرب في قضية الصحراء الغربية. 

الخلاصة، أنه إذا كانت الادارات الامريكية، جمهورية كانت ام ديمقراطية، دعمت المغرب فهذا لا يعني أن المغرب سيكسب الرهان. السياسة الأمريكية غير ثابتة، وتتغير طبقا للظروف والمصالح، ويمكن أن تدعم اليوم طرفا، لكن تنقلب عليه غدا. بالنسبة للقضية الصحراوية يجب أن يكون الشعب الصحراوي واعيا تماما أنه لا توجد قوة تستطيع أن تفرض عليه حلا لا يقبله، ولو كانت هناك قوة تستطيع فعل ذلك، كانت فعلته من قبل.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء