بسبب الخوف لن يزور غوتيريس الشعب الصحراوي

 



على مدى ثلاثين سنة من تواجد الأمم المتحدة بين ظهراننا ونحن صابرون في مخيماتنا، والوعود والأكاذيب المنتهية الصلاحية توزع علينا مجانا، وخلال هذه العقود كان مفعول تلك الأكاذيب يفقد قدرته يوما بعد يوم، وكان صبرنا ينفذ مع مطلع كل شمس حتى وصلنا الى مرحلة غوتيريس السيء الحظ. كذبوا علينا وكذبوا وتفننوا في الكذب ولا توجد كذبة إلا وجرّبوها حتى اوقفناهم عند باب السارق. زارنا الأمناء العامون والمبعثون الشخصيون وبعثات تقصي الحقائق وتقصي الأكاذيب، وزارنا الوسطاء، وفي الأخير اكتشفنا أن الجميع يكذب علينا ويقتلنا بالوقت. زارنا بيريز وبطرس غالي وكوفي عنان وبان كيمون ثم انصرفوا كلهم بعد أن مسحوا ايديهم في دراريع شيوخنا وملاحف نسائنا والثمة مقاتلينا وهربوا. كان أولئك الأمناء العامون يزورننا وفي جعبة كل منهم كذبة  فتراكم الكذب والوعود حتى وصلنا الى هذه المرحلة التي أصبحت حرجة. إذا كان الأمناء العامون للأمم المتحدة زارونا كلهم كتقليد أصبح متعارفا عليه، وكذبوا علينا كلهم، أيضا،  كتقليد أصبح متعارفا عليه، فإننا الآن نشك أن انطونيو غوتيريس سيقوم بنفس تقليد الذين سبقوه ويزور الشعب الصحراوي في مخيماته الصامدة. فهذا الشعب الذي انتصر بالصبر والصمود على العالم المناوي للديمقراطية، أصبح غاضبا وعلى وشك فقدان أعصابه، وبالنسبة له الآن الأمم المتحدة وكل رموزها هي معادل للاحتلال ولا فرق بينهما. فإذا فكّر غوتيريس في المستقبل في زيارة الشعب الصحراوي قد يتم منعه من طرف هذا الشعب البطل، وسيكون هو أول أمين يمنعه الخوف من الزيارة . فبكل تأكيد أن غوتيريس وممثليه ومبعوثيه لم يعد مرحبا بهم في الصحراء الغربية، ولينسوا من الآن فصاعدا التمر والحليب وذلك الترحيب العظيم الذي كانوا يُستقبلون به، ولينسوا تلك الضيافة وتلك الاحتفالات العظيمة التي كان الشعب الصحراوي ينظمها ترحيبا بهم تحت الشمس والرياح. فالأمم المتحدة ومبعوثوها ورموزها ظهر واضحا أنهم ليسوا في مستوى أن يستقبلهم الشعب الصحراوي وليسوا في مستوى اسلوبه الحضاري الراقي في التعامل. إن غوتيريس الآن يمسك آخر عقدة في حبل الكذب، وستتملص من يده في ما تبقى من عهدته.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء