موريتانيا تحت رحمة الضغط والإغراء

 


تتعرض موريتانيا الآن لضغوطات واغراءات لم تتعرض لها في كل تاريخها. إذا استعرضنا، في عجالة، تاريخ الضغط على موريتانيا نجد أنها الآن واقعة بين البحر والعدو، وظهرها إلى الجدار والسيف موضوع على رقبتها. في سنة 1975م، ضغط المغرب وفرنسا على ولد داداه وتم إغرائه بالرفاهية والتطور فدخل حرب الصحراء الغربية فتم تدمير موريتانيا وتم الانقلاب عليه، ولم تزدهر موريتانيا ولا هم يحزنون. في عهد ولد الطايع تم إغراءه من طرف إسرائيل والدول الخليجية بالمال والرفاهية ففتح سفارة لتل ابيب في نواقشوط، ثم حدث عليه الانقلاب ولم تزدهر موريتانيا ولا هم يحزنون. وضعُ موريتانيا الحالي، من حيث كثافة الضغوط والاغراءات والتهديد، هو أخطر من وضعها سنة 1975م حين تم الضغط عليها واغرائها لتدخل حرب الصحراء الغربية، وأخطر من وضعها حين فتحت سفارة لإسرائيل. الآن يتحالف ضد موريتانيا كل من إسرائيل والمغرب والأموال الخليجية. فإسرائيل لن تنسى لموريتانيا إهانة طرد السفير الإسرائيلي من نواقشوط وغلق السفارة، والإمارات تريد شراء ميناء نواذيبو وميناء الداخلة المحتلة لفتح مجالا تجاريا لها نحو أمريكا اللاتينية، والمغرب يقوم بالضغط على الأرض والخنق والتهديد. بصراحة مثل الشمس ستتدفق أموال خليجية كثيرة ومشاريع تسيل اللعاب على موريتانيا، وسيتم إغراقها في الوعود حتى يصل بها الحلم أن تتصور نواقشوط مثل دبي تقف في وسطها ابراج من الزجاج ونافورات من الماء تصل السماء. الخطة الجديدة الموجهة إلى موريتانيا يلعب فيها المغرب دور العراب والضاغط والوسيط. القاعدة الذهبية في موريتانيا هي أن أي موريتاني الآن ينتظر الخير والرفاهية من المغرب هو إما ابله أو لازال متأثرا بعقدة حرب الصحراء الغربية في سبعينيات القرن الماضي فيتحمس للمغرب ليس حبا له، لكن نكاية بالصحراويين. الآن ملك المخزن سيزور موريتانيا للتوسط وإقناع موريتانيا بقبول العرض المغربي، الاسرائلي الخليجي بتطوير موريتانيا وجعلها جنة مقابل إقامة علاقات مع إسرائيل وسحب الإعتراف بالجمهورية الصحراوية والتوافق السياسي مع المغرب وخنق الشعب الصحراوي. فاي شخص يتمتع بقليل من الفطنة يعرف إن زيارة ملك المخزن لموريتانيا لا تحمل ما عدا  الضغوط والاغراءات والتهديد. يحمل ملك المخزن لموريتانيا صفقات كلها مسمومة. الصفقة الأولى هي إشراك موريتانيا في المخطط الإسرائيلي الخليجي الجهنمي بدعمها ماليا واقتصاديا من طرف الإمارات والسعودية مقابل بيع ميناء مدينة نواذيبو للامارات. الصفقة الثانية هي نزع الجمركة والغاء التأشيرة عن الموريتانيين، ودعم موريتانيا بالخضر والفواكه. من حيث المحتوى وكثافة الضغوطات والاغراءات وضع موريتانيا الآن أصعب من أي فترة اخرى من تاريخها. الله يكون في عون موريتانيا.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء