خطير جدا: العودة للتعامل مع مجلس الأمن انتحار بطيء

 


الآن الحرب دائرة في الصحراء الغربية، لكن مثلما سمعنا كل ما يصدر من مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي ومن الإتحاد الأوروبي، وهذا خطير، يذهب في إتجاه محاولة فرض على الصحراويين، ولو بالقوة، الرجوع عن الحرب وإعادتهم إلى طاولة المفاوضات الفاشلة. كل التصريحات والبيانات والنصائح والتقارير تتكلم عن شيء واحد هو تعيين المبعوث الخاص والعودة إلى المفاوضات. حتى نفهم أكثر ما يحدث يجب أن نعرف أن مهمة مجلس الأمن ليست هي حل القضايا ولا إعادة الحق إلى أصحابه، وليس هي تطبيق القانون. مهمة مجلس الأمن هي حفظ الأمن والسلم في العالم وليست حل النزاعات طبقا للقانون. هذا يعني أن مجلس الأمن يمنع الحروب فقط ولا يريد إطلاق طلقة واحدة في أي بلد من العالم ولا يهمه المُعتدِي والمُعْتدَى عليه. هذا الأمر يبدو اننا نحن لم نفهمه رغم أننا نعتبر أكثر شعب تعامل مع مجلس الأمن، وقضيتنا هي القضية الوحيدة في التاريخ التي صدر فيها أكثر عدد من قرارات مجلس الأمن. في قضية فلسطين مثلا، تعامل معها مجلس الأمن لسنوات وطوى الملف على الصيغة التالية: حل الدولتين، لكنه ترك إسرائيل تحتل الأرض ولم يعد يناقش تلك القضية. حين تكون هناك قضية بين أيدي مجلس الأمن ولا تتبناها دولة من الدول الأعضاء الاقوياء يتم تركها كما هي أو يتم الانتصار فيها للأقوى. لنكون حذرين لأن مجلس الأمن منذ سنوات وهو يحاول تشريع حل غير قانوني لقضية الصحراء الغربية يسميه الحل السياسي، ومنذ سنوات لم يعد يذكر الاستفتاء، ونخشى ما نخشاه هو إنه يروضنا لقبول الحكم الذاتي وجعله هو الحل النهائي لحل القضية الصحراوية ثم يطوي الملف مثلما طوى ملف فلسطين. غير مفهوم إطلاقا أن نعود من جديد لنقطة الصفر ونبدأ التعامل مع الأمم المتحدة والمبعوث الشخصي ثلاثين سنة أخرى، والأخطر من هذا أن يتبنى مجلس الأمن في يوم من الأيام الحكم الذاتي المغربي كحل نهائي ويطوي الملف. ما لم يحدث تغيير على مستوى استراتيجية بعض دول مجلس الأمن، صاحبة الفيتو، من قضية الصحراء الغربية، وهو أمر مستبعد، فإن قضيتنا ذاهبة الى ما لا تحمد نتائجه في مجلس الأمن. هذا يدفعنا، نحن وحلفائنا في الاتحاد الأفريقي، إلى تقديم تنازلات عظيمة الأن وليس غدا حتى لا تتم تصفية القضية الصحراوية والفلسطينية عن طريق مجلس الأمن نفسه. كلنا نعرف أن تغيير بعض أعضاء مجلس الأمن الدائمين لاستراتيحيتهم من قضية الصحراء الغربية مرتبط بتقديم تنازلات مؤلمة، لكنها، على الأقل لن تكون أكثر ألما من تقديم الصحراء الغربية للمغرب على طبق من ذهب بواسطة قرار من مجلس الأمن.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء