هل ستستغل روسيا هفوة ترامب في قضية الصحراء الغربية؟

 


شكّل اعتراف ترامب الفردي وغير المدروس وغير القانوني ب"سيادة" المغرب على الصحراء الغربية ارتباكا لدى إدارة بايدن المقبلة. فإذا تمسكت به إدارة بايدن، وهو أمر محرج للغاية، فهذا يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية ستفقد صفة رئيس التحرير والمحرر والمصحح ودولة التوافق في كل ما سيصدر عن الأمم المتحدة ومجلس أمنها من قرارات خاصة بالصحراء الغربية. انحياز الولايات المتحدة، إذا حافظت عليه إدارة بايدن، سيكلفها الخروج من غرفة التحرير والوقوف ضد القانون الدولي. هذا الخطأ الترامبي الفادح يمكن أن يجعل روسيا، إذا استغلت الفرصة، أن تصبح هي رئيسة التحرير في كل القرارات التي تصدر عن مجلس الأمن. أي تعتمد على حيادها وحذرها لتصبح هي من يحرر القرارات في قضية الصحراء الغربية بدل الولايات المتحدة. لنحلل موقف روسيا من قضية الصحراء الغربية الذي حافظت عليه طيلة وجود الملف الصحراوي في الأمم المتحدة. حين اندلعت قضية الصحراء الغربية سنة 1975م، كان هناك الإتحاد السوفياتي وكان يضم الكثير من الدول قهرا وضد إرادة شعوبها، وكنتيجة لذلك لم يستطيع أن يؤيد صراحة تقرير مصير الشعب الصحراوي. النقطة الثانية المهمة، هي أن المغرب قام برشوة الإتحاد السوفياتي فأعطاه منجم مسكالة المغربي للفوسفات عندما وقّع الطرفان سنة 1978م اتفاقية القرن لتصدير الفوسفات المغربي الى موسكو مجانا كثمن لشراء سكوته. بعد سقوط الإتحاد السوفياتي، وبسبب المشاكل التي ورثت روسيا عن سقوط الإتحاد السوفياتي، لم تستطيع أن تلعب دورا كبيرا في القضايا العالمية. 

الآن الأمر مختلف تماما، فروسيا لا تحتل دولا وشعوبا أخرى، وتستطيع أن تلعب دورا كبيرا في القضايا العالمية وتستطيع الآن، مثلا، أن تستغل الخطأ الترامبي لتكون لاعب مهم في قضية الصحراء الغربية التي تحتاج إلى موقف داعم في مجلس الأمن. وإذا كانت روسيا تستطيع أن تلعب دورا مهما الآن في القضايا العالمية ومواقفها متوافقة مع مواقف الجزائر،  وتستطيع أن تستغل هفوة ترامب لتحل محل أمريكا في تحرير القرارات الصادرة عن مجلس الأمن فيما يخص الصحراء الغربية، فهل ستفعل ذلك أم ستبتز وتطلب المقابل. وماهو المقابل الذي ستطلب ولمن ستطلبه؟ بالنسبة للمغرب، يبدو متنرفزا كثيرا من تحركات روسيا الأخيرة في الأمم المتحدة لأنها امتنعت أكثر من مرة على التصويت على الكثير من القرارات الخاصة بالصحراء الغربية في مجلس الأمن. هذا الامتناع فسره المغرب أنه انحياز للبوليساريو. هذا التخوف المغربي سيتعاظم إذا ظهر أن روسيا مهتمة بالموضوع.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء