في الداخل الأمريكي، خاصة في صفوف الحزب الديمقراطي، كل القرارات التي اتخذها ترامب بعد هزيمته الانتخابية، والتي تتنافى مع القانون الدولي أو مع مصالح أمريكا العلياء، هي قرارات تآمرية وانتقامية لإن الهدف منها هو توريط الإدارة الديمقراطية التي فازت في الانتخابات ووضع عراقيل أمامها ومحاصرتها لخلق مشاكل لها. ولا يتهم الأمريكان الديمقراطيون ترامب وحده بأنه تآمر عليهم في الكثير من المواقف، لكن يتهمون الأطراف التي شاركت معه في قبول تلك القرارات ويصنفونها، كتحصيل حاصل، أطرافا متآمرة أيضا كونها قبلت المشاركة في تلك القرارات وهي تعرف مسبقا إنها قرارات جاءت فقط لتوريط الإدارة المنتخبة.
من القرارات التي صدرت عن ترامب، والتي كان الهدف منها هو توريط الإدارة الديمقراطية التي فازت، نجد قراره الإعتراف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية مقابل التطبيع مع إسرائيل. هذا القرار هو أخطر من بقية القرارات الأخرى لإنه يورط الإدارة الأمريكية الجديدة على صعيدين: الأول، إذا حافظت عليه ادارة بايدن ستجد نفسها في مواجهة مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والقانون الدولي، وستفقد صفة الدولة المحايدة التي كان يوكل إليها صياغة القرارات الخاصة بالصحراء الغربية في مجلس الأمن. الثانية، إذا تخلت إدارة بايدن عن قرار ترامب ستجد نفسها محرجة أمام حليفها الإسرائيلي القوي. قبول المغرب لصفقة ترامب، رغم معرفته المسبقة بضررها على الإدارة الأمريكية الجديدة، يضعه، آليا، في خانة المتآمر الذي يريد إلحاق الأذى بسلطة جديدة منتخبة ديمقراطيا. فحتى إذا تغاضت إدارة بايدن عن هذا التآمر المغربي إرضاء لحليفها الإسرائيلي سوف لن تغفر للمغرب ذلك وستعاقبه في قضية أخرى حتى لا يفكر مرة ثانية في اللعب بالنار مع الولايات المتحدة الأمريكية.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء