مثلما هو معروف، يعتبر المغرب من أكثر الدول تملقا لأمريكا وأكثر لعقا لحذائها، وكلما حل رئيس جديد بالبيت الأبيض إلا وسارع النظام الملكي المغربي لتهنئته. حسب جريدة يديعوت أحرونوت، صوت إسرائيل، الصادرة بتاريخ 28 جانفي، فإن المغرب قلق من إمكانية تراجع بايدن عن قرار ترامب بخصوص الصحراء الغربية. هذا ليس هو المقلق أكثر بالنسبة للمغرب، لكن الذي يبدو أنه غير واضح ويمكن أن يكون مصدر صداع للمخزن هو أعمق من هذا. فملك المغرب الى حد الآن لم نسمع أنه هنأ بايدن بفوزه في الانتخابات، وقد يكون هو الوحيد في العالم الذي لم يفعل هذا التقليد. هذا يوحي أن هناك خلافات عميقة بين الإدارة الأمريكية الحالية والمخزن، وتلعب إسرائيل دور الوسيط فيها لصالح المغرب.
فالإدارة الأمريكية الجديدة تعتبر أن المغرب، بما إنه قام بالتطبيع فقط بعد هزيمة ترامب، فهو يعتبر مشاركا في قرار الهدف منه هو ترك فخ لإدارة بايدن الجديدة وخلق مشكلة لها مع اسرائيل أو مع الأمم المتحدة.
في ندوته الصحفية يوم 27 جانفي تحاشى بلينكن ذكر اسم الصحراء الغربية، ورغم ذلك لم تحتفل أبواق المخزن بذلك وتخطته. في مقالين سابقين قلنا إن ملف الصحراء الغربية في الادارة الأمريكية قد يكون تابعا لكتابة الدولة الأمريكية للأمن القومي وليس للخارجية. يوم 24 جانفي، حسب بيان للبيت الأبيض، فإن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي مايير بن شبات هاتف مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، وتحادثا حول التطبيع وخلال المكالمة التزمت الولايات المتحدة التزمت بأمن إسرائيل، وأنها ستبني على اتفاقيات التطبيع(sputniknews.com 24 /01/2021).
الاعتقاد كبير جدا أن المكالمة تناولت قضية الصحراء الغربية كقضية وحيدة لأن تطبيع الإمارات والبحرين لا توجد فيها مشكلة ماداما حدثا قبل هزيمة ترامب ولا أثر قانوني لهما مع الأمم المتحدة والقانون الدولي عكس ما فعل المغرب وترامب.
بما أن الإدارة الامريكية لم تفصح الى حد الآن عن موقفها من صفقة ترامب مع المغرب، وهل ستُبقي عليها ام تتراجع عنها، فهذا يعني أن هناك معركة كواليس كبيرة وقوية جدا بين إدارة بايدن وإسرائيل حول القضية الصحراوية لأن المغرب لا وزن ولا حول ولا قوة وليس في الحسابات.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء