هل تجاوزت موريتانيا مؤامرة المغرب؟

  


يتذكر الموريتانيون رئيسهم السابق محمد ول عبد العزيز إنه كان بطلا قوميا فعلا لإنه كان الوحيد، في العالم، الذي قال لا لإسرائيل واقفل سفارتها في نواقشوط. يومها قال المنبطحون والمطبعون والمنهزمون أن موريتانيا لن تنجو من بطش المخلب الإسرائيلي، وأنه سيتم الإنتقام منها، لكن لم يحصل أي شيء وبقيت موريتانيا كما كانت، بل زادت قيمتها عند الأحرار العرب. بعد تطبيع المغرب مع إسرائيل، رأى ترامب أن المخزن المغربي والإمارات يمكن أن يضغطا على موريتانيا أو يغرياها كي تطبع، وفعلا بدأ الحديث إنها هي الدولة الموالية، وتم إعلان أن الملك المغربي سيزورها حاملا لها تحفيزات وتهديدات: إن هي طبّعت ستحصل على أموال الإمارات ومشاريعها على المحيط الأطلسي، وإن هي رفضت سيتم الضغط عليها بكل الوسائل. الآن التهديد والاغراءات لازالت قائمة، لكن على ما يبدو موريتانيا لازالت مترددة في انتظار توجه الإدارة الأمريكية الجديدة. زيارة ملك المغرب الى نواقشوط التي لم يحدد لها تاريخ، قد يكون تم إلغاؤها إذا رفضت موريتانيا التطبيع بما يحمله من حوافز وينطوي عليه من تهديدات. إلغاء زيارة ملك المغرب إلى موريتانيا مرتبط بتطبيعها من عدمه مع إسرائيل، وبما أن الكثير من المؤشرات يوحي أن الشعب الموريتاني الحر يرفض التطبيع ويجرمه، فإن النظام الموريتاني إذا قبِل التطبيع سيجد نفسه في ورطة حقيقية داخلية. مناعة موريتانيا ضد التطبيع ترجع إلى أنها جربته من قبْل، لكن لم تحصل منه على نتيجة ما عدا تشويه سمعتها عند جناح المقاومة العربية في فلسطين وبلدان أخرى. ولا ترجع مناعتها إنها جربت فشل التطبيع مع إسرائيل، لكن أيضا أسقطت أسطورة إسرائيل التي يقال إنها تعاقب كل من يقف في وجهها. في كل الحالات موريتانيا الآن تتعرض لضغوطات مغربية كبيرة وعمليات ابتزاز مستمرة مرفقة بالتهديد. فالمنطقي أن موريتانيا ستتجاوز كل تلك الضغوطات وتبقى مع محور المقاومة وفي حالة سماعنا أن ملك المخزن ألغى زيارته لها فهذا يعني أنها انتصرت. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء