إذا أردنا بايدن أن يتراجع..


 

نعيش عصرا إعلاميا رهيبا يطحن كل شيء ويدمر كل شيء، ومن لا يساير هذا العصر سيسقط ويدوسه القطار المعلوماتي، ويبقى يدور خارج الفلك. منذ أعلن ترامب اعترافه غير الشرعي ب"سيادة" المغرب على الصحراء الغربية تمت مهاجمة قراره بشدة من طرف سياسيين وأكاديميين وأساتذة جامعيين ومسؤولين سابقين اشتغلوا على ملف الصحراء الغربية. حين تولى بايدن السلطة،  كان أولئك الذين انتقدوا قرار ترامب، يعتقدون أن الوافد الجديد/ القديم إلى البيت الأبيض سيحترم القانون الدولي ويتراجع عن قرار ترامب، وأعطوه مهلة للمراجعة، لكن يبدو أن بايدن فشل في الإسراع بمراجعة القرار أو في الإسراع بتأكيده، وترَكه معلقا فلا هو وقّع عليه ولا هو تراجع عنه. هذا التعامل المرتبك مع هذه القضية الواضحة، كشف بقعة ضعف في شخصية بايدن وإدارته والمحيطين به. الذين هاجموا قرار ترامب الخاص بالصحراء الغربية، وحين لم يبدو لهم أن الإدارة الجديدة سارعت بالغائه، وجهوا سهامهم وانتقاداتهم ورسائلهم ومذكراتهم الى بايدن. كل الذين مسحوا بقرار ترامب الأرض بدأوا الآن يطالبون بايدن بالتراجع وكتبوا عشرات المقالات والدراسات والمذكرات ووجهوا الرسائل إلى الإدارة الأمريكية الجديدة منتقدين ضعفها فيما يخص هذا القرار. لكن إذا كنا سمعنا بيكر وبولتون وروس ونعوم تشومسكي واينهوف وفورين بوليسي، وسمعنا رسالة موقّعة من الكثير من أعضاء البرلمان والنواب والشيوخ يطالبون بايدن بالتراجع عن قرار  سلفه المجنون، فإننا لم نسمع لا مذكرة ولا رسالة ولا دراسة ولا احتجاج ولا مطالبة صحراوية لبايدن بالتراجع، كما لم نسمع أو نقرأ من طرفنا نحن الصحراويين من وجّه نقدا مبنيا على حقائق دامغة لسياسات الولايات المتحدة القذرة ضد الشعب الصحراوي. لا البرلمان ولا المجتمع المدني ولا الأكاديميين ولا الجمعيات ولا أحد سمعناه بعث رسالة او مذكرة للخارجية الأمريكية أو لمجلس النواب أو لبايدن أو لهارتس أو لبواب في البيت الأبيض يحتج أو ينتقد أو يشرح أو يطلب مراجعة القرار. لقد بقينا خارج هذا العالم الذي يتعامل بالكتابة والدراسات والرسائل والانتقادات، وأصبح الأمريكيون البرغماتيون هم الذين ينتقدون ادارتهم وهم الذين يدافعون عنا. سكوتنا عن الانتقاد والمطالبة يعكس واحدا من اثنين: إما اننا خارج كوكب الأرض وخارج العالم الذي نعيش فيه، وهذا هو الأرجح، أو أننا راضون تماما عن ما قام به ترامب المتعجرف.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه   

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء