نزعت مقاومة ودماء أطفال غزة كل أوراق التوت عن عورات المطبعين، وأضافت إلى وجوههم الجامدة التي لا دماء ولا ماء فيها طبقة جديدة من البلاستيك والمطاط. كل الذين طبّعوا مع إسرائيل ووقعوا على قتل الأطفال كشفهم الله، وأظهرهم في صور مثل صور القردة أو ابشع. لكن رغم ما وصل إليه المطبعون من خساسة ودناءة، لم يصلوا إلى ما وصل إليه شريكهم المخزن من انحطاط أخلاقي وسياسي. فالمخزن المغربي الذي باع قضية فلسطين المقدسة بتوقيع من ترامب، أكتشف أخيرا حجم الخطأ الذي وقع فيه وهو مفتوح العينين. لا أحد الآن في المغرب، حتى المعتوهين، يصدق أن الولايات المتحدة اعترفت، فعلا، بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، والجميع أصبح مقتنعا أن الإدارة الأمريكية الحالية تراجعت عن اعتراف ترامب. إذن، المخزن جنى الفضيحة ببيع فلسطين وجنى احتقار الأمريكان له وتجاهلهم لطلباته. ولتعويض الخسارة هنا وهناك، لا يجد المخزن أمامه ما عدا الابتزاز بدماء اطفال غزة. لنتتبع السيناريو التالي: بدأ القصف على غزة، وفي نفس اليوم كان وزير خارجية المخزن يلعق احذية صهاينة الايباك في واشنطن,، يطلب منهم التدخل لدى بايدن كي يصادق له على قرار ترامب. فشلت الخطة، وارتفعت الأصوات المغربية الشريفة تقول لبوريطة: احشم، الأطفال يُقتلون وانت تبيع دمهم للصهاينة. نتيجة الفشل في الايباك، جعل بوريطة يتصل بالقائم بالأعمال الإسرائيلي في الرباط، ويخبره بالفشل. يبدو ان القائم بالأعمال الإسرائيلي احتقر بوريطة وحمل حقائبه ورحل إلى تل أبيب تحت مبرر لا معنى له. يوم بعد ذلك، وفي اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي في السعودية، لم يحضر بوريطة، ونابت عنه نائبة وزير، وهو ما اعتبرته السعودية تقليلا من قيمتها.
في الشارع المغربي، بدأ الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة. في الأيام الأولى للتطبيع، حاول المغاربة الشرفاء الخروج للتظاهر، لكن الذين خرجوا منهم تم سحلهم واغراقهم في دمائهم فعادوا إلى منازلهم. حين بدأت حرب غزة، استغل المخزن المشهد، وبدأ يضغط على إسرائيل بالشارع كي تضغط هذه بدورها على الولايات المتحدة كي توافق على قرار ترامب مقابل استمرار العلاقات مع تل أبيب. أول مظاهر النفاق هي مكالمة العثماني لاسماعيل هنية يطمئنه أن المغرب يهدد إسرائيل "بقطع" العلاقات معها، لكن ليس من أجل فلسطين إنما من أجل الحصول على مكاسب من التطبيع. فمنافق مثل العثماني أو بوريطة بدأ يتجرأ يقول إن إسرائيل ترتكب الجرائم، وانهم ضد القصف. المغاربة الذين خرجوا للتظاهر تؤطرهم المخابرات المغربية، وتم السماح لهم فقط بالتظاهر للضغط على إسرائيل كي تضغط على الولايات المتحدة الأمريكية كي توافق على قرار ترامب. لو كانت المظاهرات في غير صالح المخزن، كان تم سحل المتظاهرين واغراقهم في دمائهم. هذا فقط مجرد ابتزاز مادته هي دماء أطفال غزة.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء