هذه ليست مجرد أمنية أو حلم، لكن نتيجة لتتبع مسار دولة احتلال غاشم لم تستطيع الصمود، وصعدت مثل الصاروخ، ثم، حين إنتهت قوة دفعها، وانفجرت حشواتها بدأت مرحلة السقوط. في سنتي 1978م و1982م، هل تتذكرون أن إسرائيل كانت تحتل كاما فلسطين، وكانت تحتل جنوب لبنان، وتحتل غزة وتلعب وتمرح مثلما تريد. تلك كانت أقصى نقطة وصل إليها مؤشرها التصاعدي، ثم بدأت مرحلة النزول أو السقوط الحر ليس نحو الهزيمة، لكن نحو الزوال. لنرى ما حدث في حروب إسرائيل على غزة ولبنان: الحرب الأولى، الرصاص المصبوب سنة 2008م وفيها تم تدمير كل شيء وتم اجتياح غزة بريا ولم يخرج صاروخ واحد ناحية إسرائيل؛ الحرب الثانية سنة 2012م، عامود السحاب، وفيه بدأت الصواريخ الفلسطينية تخرج من غزة وتسقط باحتشام خارج حدودها، لكن بدون تأثير. لم تستطيع إسرائيل احتلال غزة بريا وانتهت العملية؛ الحرب الثالثة سنة 2014م وبدأت صواريخ المقاومة تصل إلى اشدود والقرى المجاورة، وانتهت بما يسمى توازن الرعب. حرب 2021م وفيه كان الصاروخ بالصاروخ والتهديم بالتهديم، ووصلت صواريخ المقاومة إلى تل أبيب. أليس هذا سقوط تنازلي للاحتلال الاسرائيلي ومؤشر على زواله في السنوات القادمة؟ بكل تأكيد.
على الجبهة اللبنانية نتتبع السقوط التنازلي للقوة الإسرائيلية: سنة 1982م تم احتلال لبنان ولم يُطلق صاروخ واحد صد إسرائيل؛ سنة 2000م تم طرد إسرائيل من جنوب لبنان بالقوة والصواريخ. في سنة 2006م، كانت الحرب صاروخا بصاروخ ووصلت صواريخ المقاومة إلى عسقلان فانتهت بهزيمة إسرائيلية غير معلنة. أليس هذا مؤشر قوي أن أيام زوال اسرائيل المحتلة أصبحت معدودة؟ وحتى الاستقواء بالدول العربية والإمارات والبحرين والمغرب والسعودية لم ينفع، فعلى ما يبدو كلما طبّعت دولة عربية زاد مدى الصواريخ الفلسطينية.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء