حينما خانت النباهة اسماعيل هنية


 


يمكن أن يكون الزعيم الحمساوي، اسماعيل هنية، مقاوما ومقاتلا عريقا، ويمكن أن يكون شارك في كتابة ملحمة انتصار غزة مؤخرا، ويمكن أن يكون، كقيادي وطلائعي، ذكي جدا وربما أذكى من الجن. ورغم ذكاء اسماعيل هنية وحضوره إلا أن نباهته خانته حين تعلق الأمر بعلاقته وتعامله مع المخزن. علّمنا التاريخ أن أية  عملية يبادر بها المخزن هي عملية قذرة، ومآلها هو الفشل. حين طبَّع المغرب مع إسرائيل وقايض فلسطين بالصحراء الغربية، انتفخ هنية وزمجر وأرعد وابرق، وصرح أن التطبيع خيانة وطعنة في الظهر، لكن ما أن انتهى حفل التطبيع حتى "افْتَشْ" إسماعيل وخرج الهواء من البالون. بدأ هنية يهاتف العثماني ويتلقى دعوة منه لزيارة المغرب ويلبي الدعوة، ويصافح اليد التي وقعت اتفاق التطبيع ويعانق الشخص الذي عانق مايير بن شابات غداة بيع القدس. ما شاء الله. حين نقول هذا الكلام، فهذا لا يعني اننا نتدخل في شؤون حماس، لكن فقط لاننا نقرأ ما وراء الستار. الم تطرحوا على أنفسكم السؤال التالي: لماذا هذه اللهفة المغربية على زيارة اسماعيل هنية للرباط؟ اولا، الرباط لا مال لها ولا خيل، ولا مواقف لها، وهذا يعني أن هنية لن يعود من المغرب مثقلا بالأموال أو بالدعم السياسي. ثانيا، هذا يقود إلى أن المخزن سيستعمل ورقة زيارة هنية لهدفين: الأول أن حزب العثماني، بعد التوقيع على التطبيع، وصلت شعبيته الى الحضيض، والانتخابات على الأبواب، ولمحاولة كسب الناخبين يتم عناق هنية أمام الكاميرات كرمزية أن حزب العثماني لم يبيع القدس، وأن التطبيع سيتم التخلص منه. الهدف الثاني، يتم استعمال ورقة هنية للضغط على إسرائيل. فحين يتم استقبال زعيم منظمة-حماس- تعتبرها إسرائيل إرهابية، فهذا يعني أن المغرب يقول لإسرائيل بلغة خفية إذا لم تساعدوني في ربح قضية الصحراء الغربية، سأتخلص من التطبيع، واستدعاء هنية لزيارة المغرب هي تحذير فقط. هذا يعني أن هنية تحول إلى منشفة لصقل وجه المخزن، والى الة تهديد لإسرائيل. الخفي في كل هذه السرعة التي لبى بها هنية الدعوة، هو أن العثماني كذب عليه، وأنه سبق وهاتَفه ووعده بإلغاء عملية التطبيع فصدق هنية الكذبة وصادق عليها. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء