الشهيد عبد الله لحبيب وفيلق الناجم التهليل

 


رحم الله الشهيد عبد الله لحبيب.  خلال تقديم التعازي في رحيل عبد الله لحبيب، ورغم كل ما كتب عنه، سواء في الإعلام أو وسائل التواصل الاجتماعي، تم القفز أو تجاوز مرحلة مهمة من الحياة العسكرية المهنية للشهيد عبد الله،  وهي فترة تواجده على رأس فيلق الشهيد الناجم التهليل. ورغم إنه قاد الفيلق  الرابع البطل، وقاد النواحي إلا أنه سمعته ومكانته بقيت مرتبطة ارتباطا وثيقا بفيلق الشهيد الناجم التهليل. كان هو أول قائد للفيلق المذكور، وبقي معه منذ سنة 1987م الى غاية 1991م، ثم إنتقل إلى الفيلق الرابع لمدة قصيرة ثم عاد ليكون أول قائد للناحية الخامسة بعد أن أصبحت مكونة من فيلقي الشهيد العروسي والشهيد الناجم التهليل. سطوع نجم عبد الله ونجم فيلق الناجم التهليل، في نفس الوقت، وصل الى حد الجدل، احيانا، بين فريقين. الفريق الأول يقول أن الفضل في خلق عقيدة الفيلق لدى فيلق الناجم التهليل وتكوينه يرجع إلى عقيدة عبدالله لحبيب العسكرية التي مزجت بين التدريب في المؤسسات العسكرية في الخارج وبين عقيدة المقاتل الصحراوي. اما الفريق الثاني فيقول، أن مؤهلات فيلق الناجم التهليل البشرية، واستعداده للقتال وانضباطه العالي، ساهم في سطوع نجم عبد الله لحبيب وقادة كتائبه الذين تقلدوا مسؤوليات كبيرة مثل بيدلا محمد براهيم، محمد اباعلي، ابا ويوسف احمد سالم. وبين هذا الرأي وذاك، تبقى الحقيقة الساطعة هي أن عبد الله لحبيب وفيلق الناجم التهليل تأثر بعضهما ببعض. اتحدت صرامته هو كقائد مثالي مع مقدرات ذلك الفيلق الرائع فسطع نجم الفيلق والقائد معا، وشكلا ثنائيا منسجما يعمل وفق قواعد واخلاقيات محددة. وجد الرجل في الفيلق تلك المجموعة المنسجمة والمثقفة والواعية، ووجد الفيلق في الرجل القائد الذي انسجمت سلوكه مع رسالته كقائد فتماهى الطرفان مع بعضهما البعض ليشتهراء. ورغم إنه انتقل إلى قيادة أكثر من ناحية وأكثر من فيلق، وتقلد أكثر من مسؤولية، إلا إنه ظل قريبا جدا وملتحما مع فيلق الناجم التهليل. فحتى وهو قائد للنواحي، بقي أكثر قربا  من ذلك الفيلق وكان يشارك معهم في أنشطتهم التي يقومون بها دوريا. لم يقطع الإتصال بهم، وكان يسأل عنهم ويسألون عنه، يشارك معهم ويمزح معهم كلما سمحت الفرصة. فرغم تكوينه العسكري الصارم وشخصيته المنضبطة إلا أنه كان منفتحا ومتفتحا مع عناصر ذلك الفيلق. فبعد انتخابه في المؤتمر الثامن عضوا بالأمانة الوطنية، طلب من الراحل محمد عبد العزيز أن يعينه على الناحية الخامسة كي يبقى قريبا ومحتكا بفيلقه الأصلي. خلال المدة التي تقلد فيها مسؤولية وزارة الدفاع الوطني، كان أكثر من يزوروه وأكثر من يتواصل معهم ويناقش معهم هم عناصر فيلق الشهيد الناجم التهليل، وكان يتعامل معهم كأنه لازال قائدهم، وكانوا هم يبدلونه نفس الشعور. ورغم  إنه كان وزيرا إلا أن عناصر الفيلق ظلوا ينادونه بقائد الفيلق، وكان هو يتقبل ذلك بتواضع. رحمه الله. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء