المغرب وإسرائيل وتبادل الضغط



يتبادل الاحتلالان المغربي والإسرائيلي الضغط فيما بينهما، فكل منهما يضغط على الآخر بطريقته الخاصة. يضغط المغرب على إسرائيل كي تضغط هي بدورها على إدارة بايدن لتؤكد اعتراف ترامب ب"مغربية" الصحراء الغربية. وتعددت ضغوطات المخزن، لكنها مثل ضغوطات الفأر على القط، فمرة يرفض أن يكتري شقة للقائم بالأعمال الإسرائيلي ومرة يستدعي زعماء حماس، ومرة يقول أن إسرائيل قوة احتلال، ومرة يرفض فتح سفارة.. لكن، على ما يبدو، إسرائيل لا تستطيع، في الوقت الراهن، تلبية المطلب المغربي لأنها لا تستطيع الضغط على إدارة بايدن، والمخزن لا يستطيع تلبية المطالب الإسرائيلية. وإذا كان المخزن يضغط على إسرائيل كي تقنع أو تضغط على إدارة بايدن، فإن إسرائيل تضغط على المخزن كي يفتح سفارة في القدس المحتلة وكي يشارك جنوده في قتال وقمع الفلسطينيين وكي يسهل لها المرور إلى إفريقيا، وكي يضغط على موريتانيا لتطبع، وكي يفتح مزارع الحشيش للشركات الإسرائيلية وحدها. وفي واقع مثل هذا، يبدو أن الطرفين وقّعا على اتفاقات لا يستطيعان الالتزام أو الوفاء بها، وبقيا مثل افعاوين يدوران في حلقة مغلقة وكل منهما يعض ذيل الأخر. في الظرف الحالي، لا يستطيع المخزن أن يقطع العلاقة مع إسرائيل بصفة قطعية ولا تستطيع إسرائيل قطع العلاقات معه، كما لا تستطيع إدارة بايدن أن تؤكد أو تتراجع عن قضية قرار ترامب الخاص بالصحراء الغربية. وفيما يروج المخزن أنه سيتعاون مع إسرائيل في تصنيع الأسلحة فهذا لا يخرج عن إطار الدعاية الفجة التي لا طائل من ورائها لأن إسرائيل لا تتعاون مع أحد مهما كان صديقا في قضية التكنولوجيا، خاصة العسكرية، وبالتالي نحن أمام مجرد كذبة مخزنية كبيرة. من جانبها، تروج إسرائيل أن المغرب سيفتح مزارع الحشيش للشركات الإسرائيلية وحدها، لكن مثلما لن تتعاون إسرائيل مع المغرب في قضية تصنيع التكنلوجيا العسكرية، فلن يتعاون المخزن معها في قضية حشيشه، لأن كل منهما لا يريد الثاني أن يستفيد من مصدر رزقه. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء