فرضية استعمال طائرات مسيرة في حرق غابات الجزائر

  



في ساعة واحدة، وبطريقة متزامنة، اشتعلت غابات الشرق الجزائري كأنما أُشعل فيها كل بارود العالم وبنزينه. إذا نظرنا إلى خارطة الحرائق في غابات الجزائر، سنجد أنها استهدفت جهة واحدة فقط، ولم تستهدف مناطق أخرى في الجزائر. لنتمعن في الحقائق التالية: اولا، درجة الحرارة، حسب الأرصاد الجوية، لم تصل إلى درجة عالية تتسبب في حرق هذه المساحات الكبيرة من الأراضي؛ ثانيا، غالبية الأماكن التي بدأت فيها الشرارات الأولى هي أماكن صعبة ولا يستطيع الإنسان أن يصل إليها راجلا؛ ثالثا، أول مرة في تاريخ الجزائر تحترق هذه الغابات بهذا الشكل. 

بعد التمعن في حقائق هذا الفعل الغريب، ننتقل إلى محاولة تحديد من هي الجهة التي من الممكن أن تكون لها مصلحة في حرق هذه الغابات، في هذه الجهة من الجزائر وفي هذا الظرف.؟ 

قبل الخوض في هذا لا يمكن أن نتجاوز الوسائل التي تم استعمالها في هذا الفعل الإجرامي؟ اولا، المناطق التي انطلقت منها الشرارات الأولى هي أماكن صعبة ولا يمكن أن يصل إليها الإنسان راجلا. هذا يجعلنا نلتفت إلى فرضية اللجوء إلى التقنية العالية التي تستطيع القيام بهذا الفعل الإجرامي، وبكل تأكيد ستحضر الى أذهاننا، قبل كل شيء، الطائرات المسيرة الصغيرة أو الأشعة القوية. حسب السلطات الجزائرية هناك أيادي إجرامية وراء هذا الفعل الإجرامي، لكن، اخلاقيا، لم تصل الجزائر إلى درجة ذِكر الفاعل رغم انه محدد ومعروف. بالنسبة لنا نحن، نستطيع أن نذكر الفاعل، بتتبع خط سير الأحداث في المدة التالية. بداية، ظهرت الطائرات المسيرة في حرب الصحراء الغربية مؤخرا وهي إسرائيلية ويستعملها  المغرب. ثانيا، الحرائق حدثت في منطقة القبائل الجزائرية، وهذه المنطقة بدأ المغرب منذ مدة يحرضها ضد الجزائر عامة، ووصل به الفشل والتخبط إلى طلب "تقرير مصيرها". إشعال النار في غابات القبائل وحدها، دون غيرها، يسعى من وراءه المغرب إلى جر الجيش الجزائري كي يتدخل ضد القبائل، ويتهمهم إنهم أشعلوا النار كنوع من الحرب على الدولة الجزائرية. النقطة الأخرى المهمة ، أن الحرائق تم إشعالها ساعة واحدة بعد تصريح الرئيس تبون لوسائل الإعلام، وهو التصريح الذي رفض فيه الرد على تذلل الملك المغربي لفتح الحدود في خطابه الأخير. الحريق تم إشعاله، أيضا، في نفس الوقت الذي نجحت فيه الجزائر في فرض على الإتحاد الإفريقي مراجعة قبوله لإسرائيل كعضو مراقب في الإتحاد الأفريقي. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه  


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء