أخيرا، "لا، لقرار مجلس الأمن



بعد ثلاثين سنة من سلخنا وتعريتنا ونزع ثيابنا، وبعد أن لم يبق لنا ما عدا ورقة التوت، قلنا "لا" لهذه الكذبة التي يسمونها مجلس الأمن. هذه "لا" التي قلناها اليوم- مع الشك- كان يجب أن نقولها في شهر فبراير 1992م، وكلنا نتذكر كيف كنا نقمع  المقاتلين ونقول لهم إنهم لا يفهمون السياسة، وأن تقرير المصير حق مقدس وأن القوى الكبرى ستفرض على المغرب الرضوخ، وأن المفاوضات هي الحل. الآن نقول ما كان المقاتلون يقولونه سنة 1992م، بعد ثلاثين سنة، وبعد أن مات أكثرية الذين كانوا ينادون بخرق وقف إطلاق النار. الذين كانوا يعتقدون أن مجلس الأمن هو بعبع سيرون الآن إنه لا شيء وأن لا أوراق ضغط عنده علينا. سيرون أنه لن يستطيع فعل أي شيء، وبالمقابل سيغير حساباته وتكهناته. كان يجب أن نرفض قراراته منذ البداية ونرفض تلك الكذبة التي كانوا يسمونها " الدول أصدقاء الصحراء الغربية" وهم كلهم كانوا أعداء. في أبسط قواعد السياسة، إذا كنت تقول نعم، نعم، نعم وأنت تعرف أن ما تقول بشأنه "نعم" هو ضدك، فأنت منهزم، وبالتالي سيجهزون عليك بالضربة القاضية. الآن جاءت "لا" لكنها متأخرة كثيرا، " مرمدة، ماسخة"، منتهية الصلاحية. ما الذي سنقول الآن للمقاتلين الذين كنا نتهمهم ونقمعهم بالأكاذيب؟ هل سيقف أمامنا الآن نفس أولئك الذين كانوا يقنعون ويقمعون المقاتلين بأن مجلس الأمن والمفاوضات هي الحل؟ بأي وجه سيقابلون المقاتلين الآن، ام اننا سنمسح الموس في الذين ماتوا؟ 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه    


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء