تبون، هل هو بومدين جديد؟

  



حين كان الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين حيا، كانت كل رؤساء دول الكرة الأرضية يرتعدون منه ويخشون غضبه، وكان إذا قال فعل في اليوم الموالي. يذكر له التاريخ أنه لوى أنف جيسكار ديستان، رئيس فرنسا، أكثر من مرة، وأنه لم يذهب ولو مرة واحدة إلى فرنسا أو يستمع إليها، أو يتداوى فيها،  وكان يتعالى على رؤسائها، وكلما طالبوا الجزائر إلا وعاكسه بومدين. حين زار جيسكار الجزائر سنة 1975م، كان بومدين له بالمرصاد، وكان يرد على كل كلمة صادرة من جيسكار بكلمة أقوى منها. في الأخير، تعاونت كل قوى الشر من فرنسا والمغرب وإسرائيل، وتم تسميم بومدين واستشهد. الآن يبدو أن تعامل الرئيس تبون مع فرنسا واذنابها ورؤسائها يشبه، تماما، تعامل بومدين معهم من قبل. مثلما كان بومدين يلوي أنف جيسكار ديستان، فإن تبون يلوي الآن أنف ماكرون. فالخطأ الذي ارتكبه ماكرون وهو سكران، حين استهزأ بتاريخ الأمة الجزائرية، رد عليه تبون بإجراءات صارمة وفورية، لا يستطيع أي رئيس في إفريقيا أن يفكر فيها ولو وحده فما بالك بتنفيذها. أول دولة إفريقية في التاريخ تستدعي سفيرها من باريس، وأول دولة إفريقية تمنع مرور الطيران الفرنسي من اجوائها، هي الجزائر، وهذا كله دون أن تفكر فرنسا في الانتقام العلني أو ترد بالمثل. ومثلما استسلم جيسكار ديستان لقرارات بومدين في الماضي، يظهر الآن أن ماكرون بدأ يذرف الدموع عند حذاء تبون ويتبرأ من تصريحاته السابقة ضد الجزائر. وإذا كان رؤساء فرنسا، تاريخيا، يرفضون استقبال مكالمات الرؤساء الأفارقة ويتكبرون عليهم، وربما يحتقرونهم، فإن الرئيس تبون، مثل بومدين تماما، قرأ المعادلة من الخلف، وأصبح هو الذي يرفض استقبال مكالمات الرئيس الفرنسي الحالي، وأصبح يرفض استقبال دعوته لزيارة فرنسا ويرفض العلاج فيها، ويرفض حضور أي مؤتمر في باريس. كل هذه الخطوات التي قام تبون، ضد فرنسا خاصة، تجعلنا نعتبر أنه هو امتداد للشهيد بومدين.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء