الإتحاد الإفريقي يدفع ثمن قبول عضوية المغرب

 


 

كل الشرفاء والغيورين على سيادة إفريقيا وعلى سمعة الإتحاد الإفريقي، رفعوا أصواتهم عاليا وبكل اللغات واستعملوا كل مكبرات الصوت، يحذرون الإتحاد الإفريقي من عودة المغرب إليه، لأنه كان واضحا، منذ البداية، أن عودة المغرب للاتحاد هي مثل عودة الدودة لقطعة الخشب. فالمغرب "عاد" ليس لدعم الإتحاد الإفريقي إنما لإفشاله لإن وزن الإتحاد المذكور كان يشكل قوة ضغط قوية مضادة للاستعمار ومؤيدة لتقرير المصير، وكان يحشر المغرب في الزاوية، ويغلق عليه المنافذ. بما أن الإتحاد الإفريقي لا توجد فيه دول تتمتع بالفيتو في منظومته الجهوية، فقد اعتمد على الطريقة التقليدية في تبني القرارات. بمعنى أن صوت دولة كبيرة مثل جنوب إفريقيا أو الجزائر تمول وتدافع عن افريقيا في المحافل الدولة، وتدفع من إمكانياتها يتساوى هو وصوت دويلة مجهرية مثل غامبيا(غامبيا مذكورة لأنها تمردت على الإتحاد وفتحت قنصلية في الداخلة المحتلة). بعد عودة المغرب انتهج استراتيجية الدودة في قطعة الخشب، وبدأ يخرب من الداخل فكانت النتيجة كارثية: 

- أصبح الإتحاد مقسما تقسيما واضحا فاضحا: مجموعة تدعم القانون ومجموعة تدعم المغرب.

- فتح المغرب الطريق أمام إسرائيل سريا، فمرت تحت الجسر عبر النفق، واستيقظ الإتحاد عليها عضوا مراقبا كامل الحقوق. 

- أقنع المغرب بعض الدويلات الإفريقية التي لا مبادئ ولا تاريخ لها بفتح قنصليات وهمية-وهذا غريب- في عاصمة الجمهورية الصحراوية العضو كامل العضوية في الإتحاد الافريقي. 

- يعمل المغرب على استغلال الأغلبية السلبية في الإتحاد مثل غامبيا ومثيلاتها كي يحشد دعما لتغيير القانون حتى يسمح له بالحصول على بند لطرد الدولة الصحراوية من الإتحاد.

الأن، سينتبه الإتحاد الإفريقي، متأخرا، أن هناك ثقب كبير في القانون، وهو أنه لا توجد دول مسؤولة تتمتع بالفيتو في داخل الإتحاد المذكور كي تغربل الغث من السمين. فلو كانت هناك دول كبيرة، معتبرة، لها حق الفيتو، ما كان هذا العبث حصل، وما كان صوت غامبيا المؤيد لدخول إسرائيل متساويا مع صوت جنوب إفريقيا التي رفضت إسرائيل. في كل الاتحادات توجد دول لها حق الفيتو(في الإتحاد الأوروبي ألمانيا وفرنسا، في اتحاد الخليج السعودية الخ). فلو كانت جنوب إفريقيا مثلا أو الجزائر، كدولتين مسؤولتين، لهما حق الفيتو في الإتحاد ما كان المغرب يلعب ويمرح في الإتحاد مثلما يشاء وما كانت إسرائيل أصبحت عضوا، وكان سيتم معاقبة الدول التي فتحت قنصليات وهمية في عاصمة الجمهورية الصحراوية. الآن، إذا استمر الوضع على ما هو عليه سنشهد فوضى لا مثيل لها وسنشهد انقساما تاريخيا يصب في صالح أعداء الإتحاد مثل المغرب وفرنسا.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه  


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء