ايوب لحبيب، بطل الحرب الذي هزمه السلم

 



رحل ايوب لحبيب وبرحيله طُويت صفحة ووضعت نقطة النهاية لأسطورة عسكرية حقيقية حدثت في الصحراء الغربية. رحل وهو يعلق على صدره الكثير من النياشين ويحمل الكثير من الاسماء العظيمة. الجنرال، جياب الصحراء، مركع نظام ولد داداه، فاتح قلتة زمور، "يخلع" به المغاربة أبناءهم، صرخة في حلوق الجنود المغاربة: جاءكم أيوب، وصرخة لعبيدي عبد السلام وهو جريح: اذهبوا بي إلى ايوب. 

ايوب لم يبدأ القتال من سبتمبر 1973م. ايوب كان مناضلا في حركة سيدي براهيم بصيري، وتم سجنه ستة أشهر بعد مظاهرة الزملة سنة 1970م، والتحق بجيش التحرير الشعبي الصحراوي في صيف 1973م ومعه سيارة رقمها 101 تابعة لشركة بوكراع. لمع نجمه في المعارك منذ البداية، وأصبح عضوا في اللجنة التنفيذية، الجناح العسكري. حدثت له مشاكل كثيرة منذ البداية مع هيئة الأركان. حين قالوا في نهاية ابريل أنه سيكون من الصعب مهاجمة الزويرات المحصنة، تطوع هو وقال أنه يستطيع أن يهاجمها، فهاجمها يوم أول ماي 1977م رفقة حمادا محمد الوالي ودمرها، ولم يستشهد أي أحد من رفاقه، وسجل انجح إغارة في التاريخ العسكري كله. بداية يونيو 1977م، اقترح محمد عبد العزيز مهاجمة نواقشوط، لكن بعض القادة العسكريين تلكأوا وقال بعضهم: "إن مهاجمة نواقشوط الآن انتحار. لقد هاجمناه سنة 1976م في وقت لم تكن فيه الأقمار الصناعية، ولم تكن فيه الطائرات الفرنسية والمغربية وفقدنا الولي، وإذا هاجمناه الآن سيتم القضاء علينا(1). تحدى هو المجموعة وقال: نستطيع أن نهجم عليه. نظم هجوما لا يصدقه عقل، وذهب وهجم على نواقشوط وعاد دون أن يصاب أحد من مجموعته ولو بجروح. الجميع تعجب من تلك العملية. قاد الكثير من العمليات العسكرية، وفي عملية الوركزيز في مارس سنة 1980م، نجا قائد قوة الزلاقة محجوب الطوبجي  من قبضته. أثناء المعركة كان ايوب يصول ويجول في المعركة، يقود سيارة جيب،  وحين رآه محجوب الطوبجي من بعيد عرفه ونزع نياشينه وقبعته وهرب من أمامه(2). في عملية ام الدكن بتاريخ 16 سبتمبر 1988م، بعد القبض على لعبيدي عبد السلام حريحا، طلب من الذين أسروه أن يحملوه إلى ايوب شخصيا. 

عارض ايوب وقف إطلاق النار؛ شتم الجميع وسب الجميع ورمى سلاحه وهو يحس بغصة. حين انتهت الحرب تلك النهاية التراجيدية انتهى ايوب. يقول بتلك النبرة الحزينة:" أنا مثل المدفع. حين تكون الحرب مشتعلة يبحثون عن المدفع كي يرمون به العدو، وحين تنتهي الحرب يذهبون بالمدفع إلى مخزن السلاح وينزعون منه القذائف ويغطونه بغطاء(3).

من هو القائد الذي رافقك في الحرب وتعترف بشجاعته: لا يتردد ايوب، ويقول بتلك النبرة الصريحة:" حمادا محمد الولي وعلي ولد احمد زين."(3) يشعل سيجارة وينظر إلى الأفق ويقول:" علي ولد احمد زين لم التقيه منذ مدة". خرج ايوب وركب سيارته وذهب. كانت النهاية تراجيدية. التحق ايوب بالعدو، لكن لم يصدق أحد ذلك. لا أحد، خاصة الذين قاتلوا معه، صدٌق أن ايوب التحق بالمغرب أو قال أن ايوب خان، والمغرب لم يصدق أن ايوب عاد إليه. حين تظاهرت عائلة لعبيدي عبد السلام واعترضت موكب ايوب في الرباط، وقالوا له: قتلت ولدنا وابناءنا. قال لهم: " أجَّابْهم للصحراء.؟ رحمه الله. 

-- المراجع:

1،2،3، لقاء مع ايوب لحبيب، مدرسة 9 يونيو ، 12\12\1998م

 السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء