السعودية ليست هي الأمم المتحدة، والورق ليس هو الواقع

 


قالت صحافة المخزن أن ولي العهد السعودي أمر مصالح المملكة السعودية أن تعتمد خريطة جديدة للمغرب وتلحق بها، "رسميا"، الصحراء الغربية "كجزء" من خريطة المغرب. هذا الإجراء الذي لا يتجاوز الورق هو فكرة إسرائيلية طلبت إسرائيل من الدول المطبعة، فوق الطاولة وتحتها، ان تفعلها، ونفذتها السعودية قبل أن تعلن التطبيع. المريب في هذا القرار السعودي غير المفاجئ أن وزير داخلية السعودية كان، قبل يومين، في الجزائر والتقي مع الرئيس تبون. إذن، التحليل يذهب في اتجاه أن قرار السعودية المذكور، غير الشرعي له علاقة بتلك الزيارة. فالآن كل أنشطة الدول العربية والجامعة العربية مجمدة بسبب الحرب في غزة، وأية زيارة عربية إلى أي مكان هي بأمر من إسرائيل ولفائدة إسرائيل، ويبدو أن وزير الداخلية السعودي جاء إلى الجزائر لمساعي تتعلق بخطط لصالح إسرائيل تخص غزة، وأن الجزائر رفضت المسعى السعودي فكانت ردة الفعل السعودية هي قرار بن سلمان الخاص بخريطة الصحراء الغربية ظنا منه إنه انتقام مؤلم من الجزائر.  إذا عدنا إلى التاريخ القريب، نجد أن السعودية توسطت بين الجزائر والمغرب سنة 1988م، وتم التوصل إلى اتفاق، برعاية سعودية يقودها الملك فهد، يقضي بعودة العلاقات بين الجزائر والمغرب، وفتح السفارات، وبناء اتحاد المغرب العربي وتنظيم استفتاء في الصحراء الغربية. تم فتح الحدود وعودة العلاقات وتأسيس المغرب العربي، لكن حين تم الوصول إلى نقطة الاستفتاء تملصت السعودية من وساطتها واختفت. بعد تلك الوساطة غير الأخلاقية وغير السياسية، يبدو أن الجزائر قررت أن لا تقبل أية وساطة تأتي من السعودية. من خلال تتبع الأحداث يبدو أن السعودية، بعد قطع العلاقات مؤخرا بين الجزائر والمغرب، حاولت أن تتوسط من جديد بين البلدين متناسية أنها سبق ونقضت عهدها ووعدها، لكن ظهر أن الجزائر رفعت الجزائر في وجهها الفيتو برفض وساطتها لإنها أصبحت بلدا غير موثوق به وبوساطته. الآن، يومان بعد زيارة وزير  داخلية السعودية إلى الجزائر، نتفاجأ بالقرار السعودي الصبياني والمنفعل الخاص بالخريطة الصحراوية، وهو ما سيقودنا إلى أن السعودية جاءت بمبادرة جديدة لها علاقة بالمغرب وإسرائيل وأن الجزائر رفضتها. هل يمكن أن تكون للزيارة علاقة بطلب سعودي من الجزائر ألا تُفعّل قرار محكمة العدل الدولية في مجلس الأمن مثلا؟ هذا وارد جدا لانه مباشرة، بعد صدور قرار محكمة العدل الدولية الخاص بغزة، قررت الجزائر أن تدعو مجلس الأمن للاجتماع لتفعيل قرار المحكمة؟ هذا وارد، ومع ذلك، في كل الحالات، السعودية ليست هي الأمم المتحدة وليست هي ترامب وقرارها بضم الصحراء الغربية إلى المغرب على الخريطة لن يتعدى الورق وهو مجرد ابتزاز أطفال.

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء