أسباب إلغاء زيارة الباريس

 


منذ حوالي سنتين، وإسبانيا تستجدي وتلعق حذاء الجزائر كي يحدث لقاء رسمي بين الحكومتين لمحاولة إعادة المياه إلى مجاريها بعد غضبة الجزائر من مدريد، بعد أن نفضت هذه الأخيرة يدها من مسؤوليتها اتجاه الشعب الصحراوي وباعته هو وأرضه مرة ثانية، تحت الضغط، للمغرب.

وفي محاولة للمراوغة، صرح رئيس الحكومة الإسبانية في الأمم المتحدة، يوم 21  سبتمبر 2023م، أن إسبانيا تدعم الأمم المتحدة في قضية الصحراء الغربية، ولم يذكر ولو بكلمة واحدة الحكم الذاتي المغربي. هذا التصريح تم النظر إليه، في الجزائر العاصمة، أنه نوع من التراجع عن دعم المغرب في قضية الصحراء الغربية، وأنه خطوة في الاتجاه الصحيح.  

بعد الخطاب، بدأت إسبانيا ماراطونا من تملق الجزائر، وفعلا عاد السفير الجزائري إلى مدريد، وبدأت الرحلات، وحدثت مفاجأة إعلان مدريد، من جانب واحد، أن وزير خارجيتها سيزور الجزائر العاصمة، وتم تحديد تاريخ الزيارة.  هذه الزيارة، يُفهم منها، طبقا للأعراف الدبلوماسية، أن وزير الخارجية الإسباني سيأتي بجديد يزيل سبب الخلاف الذي حدث في البداية، وسيصدر في البيان الختامي أن إسبانيا ستدعم الأمم المتحدة فقط والمبعوث الأممي. حين أعلن وزير خارجية إسبانيا زيارته للجزائر تعرض لضغط خفي، وتم تهديده من طرف المغرب إن هو تراجع عن موقف بيدرو سانتيش، وأكثر من ذلك تم إجبار حكومته على التصريح علنا، وأمام البرلمان، أنها لم تتراجع عن دعم الحكم الذاتي. تراجعت إسبانيا عن ما كانت ستذهب به إلى الجزائر، وتم إلغاء الزيارة في آخر لحظة من طرف الخارجية الجزائرية. زاد الضغط المغربي، وفي يوم الإثنين 12 فبراير 2024م، اليوم الذي كان مقررا لزيارة الباريس للجزائر، أجابت الحكومة الإسبانية سؤالا مكتوبا كان قد طرحه النائب ايناريتو غارسيا جون يوم 4 ديسمبر 2023م، وقالت في جوابها للنائب المذكور، إنها تدعم الأمم المتحدة والمبعوث الشخصي ديمستورا، وأنها         تحتفظ بمحتوى  الإعلان المشترك المعتمد في 7 أبريل 2022 بمناسبة اللقاء بين ملك المغرب محمد السادس وبيدرو سانشيز، وكذا إعلان 2 فبراير 2023، اليوم الذي انعقد فيه الاجتماع الرفيع المستوى الثاني عشر (RAN) بين إسبانيا والمغرب في الرباط.

هذا الجواب أرادت منه الحكومة الإسبانية أن تؤكد للمغرب أنها لازالت تدعم- تحت الضغط المغربي- الحكم الذاتي، وأنها لن تتفق مع الجزائر على أي شيء. مما حدث اتضح، مجددا، أن الحكومة الإسبانية هي مجرد لعبة في يد المخزن المغربي، وأن إسبانيا فقدت سيادتها تحت حكم الاشتراكيين، وأن معاناة الشركات الإسبانية ستتضاعف.

السيد حمدي يحظيه    


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء