ناليدي باندور، "العفريتة"

 



منذ سنة 1999م، أو ما قبلها، سنّت دولة جنوب إفريقيا العظيمة عُرفا وهو أن وزارة الخارجية والتعاون الدولي تتولاها امرأة/سيدة، وكان يقع الاختيار دائما على "منت عليات عفريتة". تولى هذا المنصب منذ 1999م كل من نوكاسا زوما، مايتي نكوانا، لينديوي ثم العفريتة الحالية ناليدي باندور. كل هؤلاء السيدات كانت مواقفهن مشرفة مع القضايا العادلة، وتحسب لهن الكثير من المواقف الشُّجاعة التي عكست إرادة الدفاع عن الحق التي تتبناها دولة جنوب إفريقيا. في سنة 2002م، حاولت الدول الفرنكفونية التابعة لفرنسا في إفريقيا، بإيعاز سري من المغرب، أن تحتج على تأسيس الاتحاد الإفريقي إذا كانت الجمهورية الصحراوية ستكون عضوا مؤسسا، لكن وزيرة خارجية إفريقيا آنذاك، نكوسا زانا زوما، ضربت الطاولة واستضافت مؤتمر التأسيس، ووقفت هي الجزائر في صف واحد دفاعا عن الشعب الصحراوي، وتم تأسيس الاتحاد الإفريقي بحضور الدولة الصحراوية. 

واذا كانت وزيرات خارجية جنوب أفريقيا السابقات لم يحظين بشهرة واسعة، فإن الوزيرة الحالية، ناليدي باندور، قد أصبحت أشهر وزيرة خارجية في العالم في الوقت الراهن، حينما وقفت في وجه قوى الشر وقوى التطبيع وقوى الكفر ورفعت دعوى ضد إسرائيل التي كان الغرب يحميها ولا يترك حتى الذباب ينزل عليها. فهذا الموقف التاريخي النبيل يُحسب لدولة جنوب أفريقيا، لكن يحسب أكثر لهذه المرأة العفريتة التي وقفت أمام الجميع " كاشحة عن رأسها" لتقول لهذه الدول الشريرة أنها دول مجرمة وأن إسرائيل دولة إجرام. لقد استحوذت ناليدي باندور على الصورة، وحازت على البطولة الإعلامية، وعرفت كيف تتصدر المشهد بوقوفها لابسة الشال الفلسطيني، ورافعة إشارة النصر أو الاستشهاد أمام الكاميرات. أيام بعد رفع قضية جرائم إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية، قامت ناليدي كاندور بدور البطولة في موقف آخر لا يقل بطولة عن الموقف الأول، لكن هذه المرة لصالح قضية تقرير مصير الشعب الصحراوي. بعد إشاعات تقول أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد أن تفرض حلا في قضية الصحراء الغربية لا يتماشى مع القانون الدولي استدعت ناليدي باندور المبعوث الشخصي للأمم المتحدة، دي مستورا، إلى عاصمة بلدها وذكّرته أن قضية الصحراء الغربية قضية مقدسة بالنسبة للاتحاد الإفريقي، وأن جنوب إفريقيا ترفض أي حل يُفرض على الشعب الصحراوي، وأن أي حل لا تُشرف عليه الأمم المتحدة لن يقبله الاتحاد الإفريقي ودولة جنوب أفريقيا. هذه المواقف جعلت هذه المرأة "العفريتة" سمعة كبيرة لدى الشعبين الصحراوي والفلسطيني.

السيد حمدي يحظيه  



يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء