معركة عگلة الإبل التي جُرح فيها الرئيس الراحل محمد عبد العزيز

 


يحكي م.ح، الذي كان في الحادية عشر من عمره وقت وقوع الأحداث، أن الحرارة كانت خانقة مساء ذلك اليوم من شهر من شهور صيف 1976م( الأيام الأخيرة من غشت)، وأنه تفاجأ أن سيارة لاندروفير توقفت عند خيمتهم في مخيم السبطي رقم واحد. نزل رجل يلبس گندورة، ونزل معه شقيق المتحدث. كان الرجل الذي يلبس الگندورة مجروحا، يضع ضمادة على صغيرة على ذراعه وأخرى على رجله، وكان هناك أثر جرح صغير متعافي على جبينه. بعد يومين تم استدعاء الطفل للكشافة، وتم تسليمه، هو ورفاقه، قمصانا بيضاء تحمل صورة الشهيد الولي، وبدأوا يتدربون على حفظ النشيد الوطني. أياما بعد ذلك انعقد المؤتمر الثالث للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وتفاجأ الطفل الذي كان يردد هو وجماعته النشيد الوطني، أن رجلا يلبس گندورة صعد إلى المنصة. نظر إليه ملئا فتذكر أنه نفس الرجل الجريح الذي شرب عندهم الشاي منذ أيام في الخيمة. الرجل الذي يحكي عنه م.ح هو الرئيس الراحل محمد عبد العزيز. 

**

عملية عگلة الإبل 12 غشت 1976م التي جرح فيها الرئيس 

جُرح الرئيس الراحل محمد عبد العزيز أثناء المعارك مرتين أو ثلاثة. يتذكر المقاتلون منها جرحه في عملية في الشمال اسمها عملية وادي الشعاب. بالنسبة للجرح الثاني فكان في عملية عگلة الإبل بتاريخ 12غشت 1976م، سبعة عشر يوما، قبل انتخابه أمينا عاما للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب ورئيسا للجمهورية. توجد منطقة عگلة الإبل في شمال حدود الصحراء الغربية، وفي الأيام الأولى من شهر غشت تمركزت فيها قوة عسكرية مغربية. تم استطلاع الموقع يوم 11 غشت، وفي الليل تم وضع خطة الهجوم. كانت مجموعة المقاتلين التي ستشن الهجوم بقيادة قائد منطقة الشمال محمد عبد العزيز. تسلل المقاتلون ليلا إلى مركز العدو، وعند الساعة السادسة صباحا بدأت المعركة. استمر القتال إلى منتصف النهار، وسيطر المقاتلون على مكان تمركز القوة المغربية. لم يصاب أي من المقاتلين بجرح ما عدا واحد هو قائد القوة محمد عبد العزيز. مساء ذلك اليوم كانت الإذاعة الوطنية الصحراوية تبث البلاغ العسكري التالي: بلاغ عسكري رقم 266/ 76. يوم 12 غشت 1976م، هاجمت إحدى وحدات جيش التحرير الشعبي المسلحة العاملة في داخل التراب المغربي مركزا لجيش الغدر والخيانة المغربي في عگلة الإبل الواقعة في الجنوب المغربي.  استمر تبادل إطلاق النار من السادسة صباحا إلى الثانية عشر زوالا، تكبد العدو الغازي خلاله خسائر فادحة في الأرواح والمعدات من بينها: قتل وجرح أكثر من خمسين جنديا غازيا، تدمير مدفع رشاش من عيار 12,7 ملم، تدمير مدفع هاون 81 ملم، تدمير جزءا مُهما من المركز المغربي، ومن جانبنا فقد جُرح أحد ثوارنا الأبطال.

بالبندقية ننال الحرية

الثوري الذي يذكر البلاغ أنه جُرح هو محمد عبد العزيز قائد الشمال، وذهب للعلاج وتم انتخابه رئيسا. حل محله قائدا للشمال الشاب سيدي حيذوك الذي استشهد بعد فترة قصيرة من توليه المنصب. رحم الله شهداءنا الابرار. 

السيد حمدي يحظيه 



يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء