فرنسا تؤيد الحكم الذاتي، البومة في آخر سرب الطيور

 


نشرت الخارجية الجزائرية بيانا يوم 25 يوليو، تقول فيه أن فرنسا ستعرف بالحكم الذاتي في الصحراء الغربية،  وأن الجزائر تستنكر هذه الخطوة التي تعرقل تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. هذا يعني أن فرنسا ستسير على خطوات ترامب الأمريكي وبيدرو سانتشيز الإسباني. هذا ليس خبرا وليس حدثا، ولا أظن أن الصحراويين سيعتبرونه حدثا ذا قيمة. أسباب عدم اعتبار اعتراف ترامب وبيدرو  سانتشيز وماكرون فرنسا بالحكم الذاتي ليس جديدا. أولا، هذه الدول تعترف باحتلال المغرب للصحراء الغربية منذ سنة 1975م، وساعدته دبلوماسيا وعسكريا، وتدخلت إلى جانبه في كل المحافل الدولية. الجديد في إعلان اعتراف هذه الدول بالحكم الذاتي هو أنها كانت تخجل أن تقف أمام الأمم المتحدة، وتقول أنها تؤيد غزو الصحراء الغربية غير القانوني لأنها ستبدو في مظهر من يعبث بالقانون الدولي في وقت تتظاهر أنها تدافع عنه. الجديد الآن، والذي شجع هذه الدول على الصراخ في الاتجاهات الأربعة أنها تؤيد الحكم الذاتي، هو أن الأمم المتحدة والقانون الدولي انتهت صلاحيتهما منذ مدة، وجاءت الحرب في أوكرانيا وفي غزة لتقضي على ما تبقى منهما. 

إذن، ما دامت هذه الدول كانت تدعم المغرب بقوة وفي كل مكان، وتساعده في الاحتلال، فإعلان ذلك على الملأ لن يغير في الأمر شئيا. حين اعترف ترامب بالحكم الذاتي هلل المغرب وصرخ وتظاهر وصرح أن القضية انتهت، لكن مرت أربع سنوات ولم يحصل أي تغيير في الواقع؛ حين اعترف بيدرو سانتشيز، وحين فُتحت القنصليات قال المغرب أنه أنتصر وأن القضية حُلت، لكن لا شئ تغير. في الواقع ما يغير جوهر القضية هم الصحراويون وليس ترامب ولا ماكرون. لا يجب أن نتشاءم، العالم على ما يبدو مقبل على هزة عنيفة، ومن المحتمل بنسبة كبيرة أن يأتي نظام جديد- لا أعني أنه سيأتي غدا- يغير قواعد اللعبة، وربما يقضي على الواقع الذي كان سائدا منذ الحرب العالمية الثانية. يجب أيضا أن ننظر إلى قوة حلفائنا المتصاعدة، سواء في جنوب إفريقيا أو في الجزائر، فهي عامل حاسم في دعم قضيتنا العادلة. لقد تأخرت فرنسا كثيرا في اعترافها بالحكم الذاتي الذي لن تجني منه أكثر مما جنت عندما تدخلت في الحرب سنة 1977م. حين يأتي الأمر متأخرا كثيرا، ولم يعد ذا فائدة، يقول الصحراويون: موكة(البومة) فاعگاب الطيور وهو مثل ينطبق على فرنسا التي تأخرت كثيرا في اعترافها بالحكم الذاتي.

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء