لماذا الصمت الفرنسي والمغربي؟

 


حين أُعلن ترامب اعترافه بالحكم الذاتي، خرجت مراكش عن بكرة أبيها تحتفل، وامتلأ جامع لفنا بالحناشين ومروضي الأفاعي والعقارب، وهلل إعلام العياشة للانتصار، وقالوا أن ذلك الفعل سينهي القضية، وحين اعترف بيدرو سانتشيز بالحكم الذاتي فرحت مراكش وساحة جامع لفنا، وحين اعترف نتنياهو كان الفرح أكبر وأكثر في عاصمة الصهاينة الثانية مراكش، لكن لا شئ تغير منذ أربع سنوات. الآن، يبدو أن الأمر اختلف مع فرنسا. مضت 24 ساعة منذ أخبرت فرنسا دولة الجزائر أنها ستعترف بالحكم الذاتي، لكن لا باريس ولا مراكش أعلنت الخبر. لماذا لم تعلن فرنسا هذا الخبر لتبدأ احتفالات العياشة وثعابينهم في جامع لفنا؟ لماذا لم تتحدث صحافتهم وتفرح مثلما حدث مع تويت ترامب ورسالة بيدرو سانتشيز ورسالة نتنياهو؟ مادامت فرنسا أخبرت الجزائر لماذا لا تعلن ذلك لحديقتها الخلفية؟ هل أن فرنسا تريد أن تعلن ذلك في الوقت " المناسب"؟ ما الفرق بين إعلانه في الوقت المناسب والوقت غير المناسب؟ الجميع يتحدث عن الثمن الذي ستحصل عليه باريس مقابل اعترافها بالحكم الذاتي. في الحقيقة لن تحصل على شيء، وكل ما في الأمر أن المغرب وعدها أن يعيدها إلى القارة الإفريقية وبالخصوص إلى منطقة الساحل عن طريق ضمها إلى مبادرة الأطلسي، وأنه سيضغط على موريتانيا لتفتح لها الطريق نحو الساحل مرة أخرى بعد طردها منه. اعتراف فرنسا بدل أن يُفرح مخزن جامع لفنا في مراكش  يبدو أنه صدمه. الطيور نازلة في صمت على رؤوسهم، وزاد من صدمتهم أن الصحراويين تجاوبوا مع ما حدث بنوع من الاستهزاء فقط.

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء