الاتحاد الأفريقي مطالب بالصرامة لردع بلطجية المخزن


 

عندما قبِل الاتحاد الافريقي عودة المغرب إليه، سنة 2016م، حذّر الصحراويون وأصدقاؤهم هيئات الاتحاد أن عودة المخزن إلى الاتحاد لن تكون إضافة إيجابية، وأنها حدثت فقط للتشويش وشق الصف الافريقي، وخلق فوضى لها بداية، لكن لا نهاية لها. كان اعضاء الاتحاد يعرفون كلهم، مسبقا، أن المغرب عاد من أجل هدف واحد معروف من قَبل وهو محاولة طرد الجمهورية الصحراوية من عرينها وحاضنتها، الاتحاد الافريقي. هذا الهدف الواضح والخسيس كانت رئاسة الاتحاد تعرفه، وعلى علم ودراية به، وكان يجب أن تقف له بالمرصاد وتغلق الباب والنافذة في وجهه، لكن، للأسف، حدث العكس: سُمح للمغرب بالعودة ونُشر له البساط الأحمر ونُثرت الورود في طريقه. ما أن عاد المغرب إلى الاتحاد حتى بدأت المشاكل: تحول الاتحاد إلى فوضى عارمة، وتم خلق شرخ بين الدول الأفريقية وتقسيمها إلى قسمين: قسم مع المغرب وقسم مع الجمهورية الصحراوية؛ جلب المغرب إسرائيل إلى الاتحاد الافريقي وحاول إدخال إسرائيل كعضو مراقب، بدأت الرشوة والابتزاز تعرف طريقها إلى الاتحاد، تحولت مؤامرات الاتحاد إلى مؤامرات وكواليس وحلبة ملاكمة على المباشر أمام العالم، ساءت علاقات الاتحاد مع شركائه. فالاتحاد، قبل عودة المغرب إليه، لم يعرف مثل هذه السابقة، ولا هذه الفوضى، وكان معروفا بحسن السيرة والسلوك، والجميع يحترمه ويقدره ويضرب به المثل في الالتزام، ولم نسمع أو نرى مشادات في القاعات، ولم نسمع عن كواليس وتشويش وشراء ذمم. حين عاد المغرب، أصبح الجميع، قبل أي اجتماع، ينتظر خرجة صبيانية من المخزن. ما حدث في طوكيو من اعتداء على سفير الجمهورية الصحراوية، أظهر حقيقة عودة المغرب إلى الاتحاد الافريقي. أصبح الجميع يتهكم على الاتحاد الافريقي، ويصفه بأنه اتحاد فوضى وعدم نظام، وأنه منقسم، وفقد مصداقيته. الآن لا أحد يعرف كيف سيتصرف الاتحاد الافريقي مع المغرب بعد هذه الفضيحة التي دخلت التاريخ كرمز لسوء الاخلاق، وتجاوز كل الخطوط البروتوكولية والدبلوماسية. كل الأفارقة الحاضرين في القمة مع اليابان ندموا، أحمرت وجوههم، وسال عرقهم بسبب هذه الفضيحة التي من الممكن أن تتكرر في قمم أخرى قادمة.

الاتحاد الافريقي مطالب بوضع حد لهذه المهزلة

لا أحد يعرف، بالضبط، إلى متى، ولماذا سيظل الاتحاد الافريقي ينظر الى جهة أخرى، ويتفرج على هذه المهازل والشطحات التي يقوم بها المغرب في  مؤتمرات الاتحاد، وفي القمم التي تجمعه بدول وتكتلات عالمية أخرى؟ لقد حوّل المغرب مؤتمرات الاتحاد الافريقي وقممه إلى سيرك للصراع والتمثيل والمسرحيات والبلطجة. المشكلة إنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها المغرب بهذه المسرحيات المسيئة للاتحاد الافريقي. الآن لا أحد يقول أن المغرب هو دويلة سيئة السمعة وبلا أخلاق، بل يقول الاتحاد الافريقي أصبح اتحادا تعمه الفوضى والبلطجة. لو كان الاتحاد الافريقي صارما، وقام بدوره وتصدى لمثل هذه التصرفات والعربدة، منذ أول يوم، ما كان هذا تكرر أكثر من مرة. هذه ليست المرة الأولى التي يقوم فيها المغرب بالتهجم الجسدي واللفظي على الوفد الصحراوي. في موزمبيق، في غشت 2017م اعتدى وزير خارجية المخزن على الوفد الصحراوي، وفي جنوب افريقيا حدث اعتداء آخر سنة 2020م على الوفد الصحراوي أمام الجميع، وفي سنة 2021م تم ضبط عشرات الرسائل في مقر الاتحاد الافريقي مكتوبة بالفرنسية تطلب طرد الجمهورية الصحراوية من الاتحاد، وفي فبراير 2024م أدخل الوفد المغربي إسرائيليين إلى قاعة المداولات الإفريقية بتأشيرات مغربية، وفي العديد من المرات تمت سرقة العلم الصحراوي واللافتة التي تحمل اسم الجمهورية الصحراوية. لقد شوه المغرب سمعة الاتحاد  الافريقي،  وشكك في مصداقيته، وأظهره أنه اتحاد مهتز وهش. السؤال الآن هو: آلا توجد آلية وقوانين رادعة لمثل هذه التصرفات المسيئة لصورة إفريقيا البريئة؟ لقد بلغ السيل القمة، وقد نرى هذا الاتحاد الأيقونة مشتتا إذا لم يتحرك بسرعة.

السيد حمدي يحظيه

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء